تُعد عملية التعرق أو تعرق الإبط في الجسم طبيعية تمامًا وضرورية لتنظيم درجة الحرارة والتخلص من السموم. ومع ذلك، في بعض المناطق التي بها عدد أكبر من الغدد العرقية، يمكن أن تكون هذه الظاهرة مفرطة، مما يؤدي إلى ظهور مظاهر تُخلق الإحراج وعدم الراحة، مثل تعرق الإبط. فما هي أسباب هذه المشكلة وكيف يُمكن التغلب عليها بفعالية؟
أسباب التعرق المفرط تحت الإبط
العرق ظاهرة طبيعية تمامًا لأجسامنا، فمن خلاله نتخلص من الماء والنفايات من عمليات التمثيل الغذائي، ونُنظم درجة حرارة الجسم. ولأداء هذه الوظيفة، يعتمد الجسم على الغدد العرقية الموزعة بالتساوي في جميع أنحاء سطح الجلد.
إذا تم إنتاج العرق في الظروف العادية أثناء الحمى، البيئات الحارة، المجهود البدني، والظروف العصيبة، ففي حالة فرط التعرق يتم إنتاجه في أي وقت وبكميات كبيرة، مما يُسبب ظواهر مثل التعرق تحت الإبط حتى في فصل الشتاء.
فيما يتعلق بأسباب فرط التعرق الإبطي، يُمكن تصنيفه إلى نوعين:
أولي (بدئي): يحدث دون سبب طبي واضح، وغالبًا ما يكون وراثيًا.
ثانوي: يكون مرتبطًا بأمراض أو حالات أخرى مثل السمنة، الاختلالات الهرمونية، فرط نشاط الغدة الدرقية، تغيير الجهاز العصبي المركزي، أو مشاكل الحبل الشوكي. تحديد السبب يُساعد في اختيار العلاج المناسب.
الأعراض: أكثر من مجرد بقعة عرق
يمكن أن تُسبب أعراض ومظاهر فرط التعرق تحت الإبط عدم الراحة والإحراج لدى المصاب، مما يؤثر حتمًا على حياة الفرد الحميمة والخاصة. يمكن رؤية التعرق المفرط بوضوح مع وجود هالات واسعة على الملابس على مستوى الإبطين. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب التحلل الكيميائي الذي تقوم به الخمائر والبكتيريا، فإن ظاهرة “العرق الحامض” أو “رائحة العرق الكريهة” شائعة، مما يُسبب رائحة نفاذة وغير مستحبة.
الوقاية والوسائل: خطوات بسيطة لحياة أفضل
وفقًا لموقع «dermatologiaprati»، يُمكن اتخاذ عدة خطوات للتحكم في فرط التعرق تحت الإبط:
-
النظافة الشخصية: من الجيد الاهتمام بالنظافة الشخصية باستمرار، باستخدام المنتجات المضادة للحساسية والبكتيريا للتحكم في العرق والرائحة، مثل الصابون المضاد للبكتيريا وغسول الجسم.
-
إزالة الشعر: تُعد إزالة الشعر من منطقة الإبط من العوامل المساعدة القيمة لفرط التعرق، حيث يُسهل وجود الشعر تكوين بيئة خصبة للبكتيريا التي تُسبب الرائحة الكثيفة والنفاذة.
-
مضادات التعرق: في بعض الحالات، من المفيد استخدام مضادات التعرق القوية (وليس مزيلات العرق فقط)، التي تُطبق بعد التنظيف العادي. تحتوي هذه المنتجات غالبًا على أملاح الألمنيوم التي تُسد قنوات العرق مؤقتًا.
-
اختيار الملابس:
ارتدِ دائمًا ملابس نظيفة، خاصة بعد التمرين أو أي نشاط بدني يُسبب التعرق.
اهتم بالملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية مثل الكتان والقطن، وتجنب المواد التركيبية التي تُحبس الرطوبة وتُغذي العرق والبكتيريا، مما يزيد من مشكلة التعرق والرائحة.
بالإضافة إلى هذه الوسائل، في الحالات الشديدة، يُمكن استشارة طبيب الأمراض الجلدية لبحث خيارات علاجية أخرى مثل حقن البوتوكس أو العلاجات الدوائية أو حتى التدخلات الجراحية. هل تُعاني من هذه المشكلة وتبحث عن حلول جذرية؟