في أجواء الفرحة التي تسبق عيد الفطر، تتناقل الأسر المغربية تقاليدَ عريقةً تكرّس قيم التقدير والامتنان، وأبرزها طقس “حق الملح”، وهو هدية يقدمها الزوج لزوجته اعترافًا بجهودها خلال شهر رمضان، في لمسة تخلط بين الرمزية والكرم.
ما قصة “حق الملح”؟
لا يقتصر هذا التقليد على الهدية المادية فحسب، بل يحمل في طياته معاني أعمق:
- تقدير التضحيات: يُنظر إليه كاعتراف بصبر الزوجة وتفانيها في رعاية الأسرة وتهيئة جو رمضاني مميز.
- رمز “العشرة”: يشير “الملح” إلى حلاوة العيش المشترك، حيث تُذوّق الزوجة الطعام أثناء الطهي دون تذوقه فعليًا (حرصًا على الصيام)، فجاءت الهدية مقابل هذا “الجهد الخفي”.
كيف يُمارس هذا الطقس؟
تختلف مظاهر “حق الملح” باختلاف العائلات، لكنها تلتقي في الإطار الرمزي ذاته:
- تجهيز فنجان القهوة: تقدم الزوجة القهوة لزوجها صباح العيد مع طبق حلويات.
- مفاجأة الهدية: يضع الزوج هديته مكان الفنجان بعد شربه، وقد تكون:
- قطعة ذهب (خاتم، سلسلة، إلخ).
- مبلغ مالي مُغلف بطريقة أنيقة.
- هدية ثمينة تتناسب مع إمكانيات الأسرة.
لماذا يُسمى بهذا الاسم؟
- السبب التاريخي: يعود إلى عادة قديمة حيث كانت الزوجة تختبر ملوحة الطعام بأطراف لسانها أثناء الصيام دون ابتلاعه.
- الدلالة الاجتماعية: يرمز “الملح” إلى قيم الكرم والوفاء، كما يُقال في الموروث المغربي: “اللي ما يعرفش حق الملح، ما يعرفش حق الناس”.
تقاليد مماثلة حول العالم
رغم تفرد الاسم، إلا أن فكرة “تقدير جهود الزوجة” في الأعياد موجودة في ثقافات عربية أخرى، مثل:
- “النقعة” في الخليج (هدية العيد للزوجة والأطفال).