في مشهد لافت أثار تساؤلات وترقبًا، سجل الفنان القدير دريد لحام حضوره الأول علنًا في مطار دمشق الدولي، برفقة زوجته هالة بيطار، وذلك منذ التغيرات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد. ويُعد هذا الظهور بمثابة عودة مفاجئة لنجم طالما ارتبط اسمه بمراحل مفصلية في تاريخ سوريا الحديث، خاصة وأنه كان من أبرز المؤيدين للنظام السابق.
عدسات الكاميرات والهواتف المحمولة التقطت صورًا ومقاطع فيديو للحّام في صالة الوصول بالمطار، حيث بدا الأمر وكأنه وصول عادي دون أي مظاهر استقبال رسمية أو احتفاء خاص. هذا المشهد أثار موجة من ردود الفعل المتباينة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى فيه البعض رمزًا لبداية مرحلة جديدة وتجاوزًا للماضي، بينما اعتبره آخرون مؤشرًا على تغير مكانة بعض الرموز الفنية التي كانت مقربة من النظام السابق.
“سوريا الجديدة” وتفاؤل بعد الغياب
يُذكر أن دريد لحّام كان قد نشر مؤخرًا تسجيلًا مصورًا عبّر فيه عن تفاؤله بـ “ولادة سوريا الجديدة”، مهنئًا الشعب السوري بما وصفه بتجاوز مرحلة ما قبل التغيير. ودعا في كلمته إلى تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الانقسامات الطائفية والسياسية، مؤكدًا على الهوية الوطنية الجامعة بقوله: “لحتى نظل نحتفل بهذه المناسبة كل عام، لازم نبقى إيد وحدة بكل طوائفنا… طائفتنا الوحيدة هي سوريا”.
وقد تضمن الفيديو الذي سبق ظهوره في المطار لقطات من مسرحيته الخالدة “كاسك يا وطن” (1978)، التي جمعته بالفنان الراحل نهاد قلعي، والتي كتب نصها الأديب السوري الكبير محمد الماغوط. ولا تزال هذه المسرحية تُعتبر علامة فارقة في تاريخ المسرح النقدي السوري لما حملته من جرأة في طرح القضايا السياسية والاجتماعية.
يبقى ظهور دريد لحّام في مطار دمشق بعد غياب طويل علامة استفهام مفتوحة على دلالات وتفسيرات مختلفة، لكنه بلا شك يمثل حدثًا يستقطب اهتمام السوريين والعرب على حد سواء، خاصة مع ما يحمله اسم هذا الفنان من تاريخ ورمزية في الذاكرة الجمعية.