في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، ووسط قلق متزايد من توسع دائرة النزاع إقليميًا، بدأت الكويت في اتخاذ خطوات عملية لتعزيز استعداداتها الدفاعية والأمنية.
فقد ناقشت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، الثلاثاء، حزمة من الإجراءات والخطط الاستباقية لمواجهة أي طارئ، سواء على المستوى البيئي أو الأمني، أو حتى على صعيد البنية التحتية المدنية.
الرصد البيئي.. مراقبة دقيقة لتأثيرات الأزمات المحتملة
من بين البنود الأساسية التي ناقشها الجيش الكويتي في اجتماعه الأخير، جاءت خطة الرصد البيئي في المقدمة، ما يعكس إدراكًا استباقيًا لاحتمالات التلوث أو التأثيرات الإشعاعية الناتجة عن أي مواجهة عسكرية في المنطقة.
وقد شملت المناقشات تطوير آليات القياس والتحليل البيئي، لضمان سرعة الاستجابة وتوفير المعلومات الدقيقة لصنّاع القرار.
أزمات البحر والجو.. جاهزية العمليات في البر والحدود
في ضوء المخاوف المتصاعدة من توسع الاشتباكات في الخليج، وامتدادها إلى الملاحة البحرية أو المجال الجوي، ناقش الجيش الكويتي خطط الطوارئ البحرية والجوية، وتهدف هذه الخطط إلى ضمان تأمين الممرات الحيوية مثل مضيق هرمز، وتعزيز الدفاعات الجوية ضد أي اختراق محتمل، إلى جانب تدريب الوحدات على سرعة الانتشار والاستجابة.
الدفاع المدني.. دعم متكامل واستعداد دائم
ولم يغفل الاجتماع جانب الدفاع المدني، إذ شددت القيادة على ضرورة رفع كفاءة الكوادر البشرية وتعزيز التنسيق بين المؤسسات الحكومية المختلفة، في مجالات الإنقاذ والإغاثة، تحسبًا لأي سيناريو كارثي قد يتطلب إخلاء مناطق أو توفير مراكز إيواء عاجلة.
الطاقة والمياه والصحة.. أولوية للأمن الوطني
ركزت المداولات كذلك على تقييم القدرات الوطنية في ثلاثة قطاعات حيوية: الطاقة، المياه، والصحة. هذه القطاعات تمثل العمود الفقري لصمود الدولة في حال حدوث طوارئ طويلة الأمد، سواء كانت ناتجة عن هجمات مباشرة أو اضطرابات في سلاسل الإمداد. وأكدت القيادة العسكرية على ضرورة مراجعة المخزونات الاستراتيجية وخطط التعافي السريع، بما يضمن استمرار الخدمات الأساسية للمواطنين.
رسائل واضحة.. استعداد بلا ضجيج
يعكس هذا التحرك الكويتي الأخير رسالة واضحة مفادها أن الأمن الوطني فوق كل اعتبار، وأن الدولة تتعامل بجدية مع أي تطورات إقليمية قد تخرج عن السيطرة. وبينما تشدد الكويت على موقفها الحيادي ودعمها للحلول السلمية، فإنها لا تغفل أهمية الجاهزية والقدرة على التعامل مع أسوأ السيناريوهات.
في الختام.. تأهب مدروس وخطط منسقة
يمثل اجتماع الجيش الكويتي الأخير نموذجًا لتكامل المؤسسات الوطنية في ظل الأزمات، ورسالة طمأنة للمواطنين بأن الأمن ليس مجرد شعار، بل منظومة متكاملة من العمل والتخطيط والتنسيق. وفي منطقة تموج بالتحديات، تظل الوقاية خيرًا من الاندفاع، والاستعداد المدروس هو الضمانة الحقيقية للاستقرار.