انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة، فعاليات منتدى قطر الاقتصادي في نسخته الخامسة تحت شعار “الطريق إلى 2030.. تحويل الاقتصاد العالمي”، بحضور نخبة من صناع القرار السياسي والاقتصادي على مستوى العالم.
وفي كلمة الافتتاح، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أن المنتدى ينعقد في ظل تحولات كبرى تستدعي منصات حوار جماعي لرسم مستقبل الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن قطر تسعى لترسيخ مكانتها كشريك موثوق في مجالي الطاقة والدبلوماسية.
نمو اقتصادي واستثمارات عالمية
أعلن الشيخ محمد عن إطلاق الحزمة الأولى من الحوافز الاستثمارية، إضافة إلى مشروع اقتصادي جديد يطمح للوصول إلى العالمية خلال هذا العام، مؤكداً أن الاقتصاد القطري سجل نمواً بنسبة 2.4% في 2024.
وأكد أن قطر تسعى لتكون مركزاً عالمياً لتلاقي الأفكار وتقاطع المصالح، مع إعطاء أولوية لتمكين الشعوب الخارجة من الصراعات من بناء مستقبل أفضل.
غزة وإيران.. ملفات حاضرة
ملف غزة كان حاضراً بقوة في المنتدى، حيث صرح الشيخ محمد أن القصف الإسرائيلي يقوض فرص السلام، مشدداً على أن الحرب لن تنتهي إلا عبر الدبلوماسية. وأضاف أن المفاوضات متعثرة بسبب خلافات جوهرية بين حماس وإسرائيل، منتقداً “الألاعيب السياسية” التي تُفشل جهود الوساطة.
كما أشار إلى وجود زخم إيجابي في المفاوضات الأميركية الإيرانية، مؤكداً أن قطر تعمل مع إيران وسلطنة عمان لردم الفجوة بين طهران وواشنطن.
وتطرق أيضاً إلى زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدوحة، واصفاً إياها بـ”المميزة”، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط والخليج يحظيان بأولوية لدى الإدارة الأميركية.
منصة للحلول
ويرى خبراء أن منتدى قطر الاقتصادي بدأ يتحول من مجرد منصة للنقاش الاقتصادي إلى محفل سياسي ودبلوماسي عالمي، حيث تتقاطع فيه القضايا الاقتصادية مع أبرز الملفات الإقليمية.
ويركّز المنتدى هذا العام على إعادة تعريف الاقتصاد العالمي في ظل التحولات التكنولوجية، وتداعيات الحروب، والتغيرات المناخية، والتفاوت في فرص التنمية. ويُتوقع أن يناقش المشاركون حلولاً لأزمات الطاقة، الأمن الغذائي، التحول الرقمي، والتنمية المستدامة.
ومع تصاعد أدوار الدوحة إقليمياً ودولياً، يؤكد منتدى قطر الاقتصادي أن الاقتصاد لم يعد منفصلاً عن السياسة، وأن الطريق إلى 2030 يمر عبر شراكات استراتيجية ورؤية جماعية لمستقبل مشترك.