في لحظة لعب عادية أمام المنزل، شهد حي حبيل النور بمنطقة الهشمة في تعز مأساة جديدة، حيث قُتل خمسة أطفال بعد أن عبثوا بقذيفة مدفعية غير منفجرة تعود لجماعة الحوثي.
القذيفة انفجرت أثناء محاولة الأطفال اللعب بها، دون أن يدركوا أن ما بين أيديهم هو “لغم موت مؤجّل”.
مخلفات الحرب.. فخاخ مميتة للأطفال
الحادثة الدامية تسلط الضوء على واحدة من أخطر مشكلات ما بعد النزاع في اليمن: الذخائر غير المنفجرة والألغام، ففي مناطق واسعة من تعز وغيرها، تعيش مئات العائلات في أحياء ما زالت مليئة ببقايا القذائف، دون وجود خرائط دقيقة أو عمليات تطهير شاملة، مما يجعل الأطفال والنساء أولى الضحايا.
الجيش اليمني يتنصل.. والحوثيون في مرمى الاتهام
“قيادة محور تعز” أصدرت بيانًا رسميًا أعربت فيه عن الحزن للحادثة، محمّلةً الحوثيين “المسؤولية الكاملة” عن ترك بقايا متفجراتهم في مناطق سكنية.
وأكد البيان أن الضحايا كانوا ضحية لمقذوف حوثي قديم، نافياً أي مسؤولية للقوات الحكومية.
من لعبة إلى جريمة حرب
ناشطون وصفوا الحادثة بأنها “جريمة حرب صامتة”، حيث تموت الطفولة في اليمن ليس بالرصاص فقط، بل بما تركته الحروب خلفها دون تنظيف أو رقابة.
وطالبوا بتحرك عاجل من المنظمات الأممية والمحلية لتكثيف جهود إزالة الألغام والقذائف غير المنفجرة، وإنقاذ ما تبقّى من أرواح بريئة.
قذائف بلا موعد.. والموت في كل زاوية
تشير تقارير محلية ودولية إلى أن آلاف المدنيين، خاصة الأطفال، سقطوا ضحايا بسبب مخلفات الحرب في اليمن خلال السنوات الماضية.
لكن هذه الحوادث لا تزال تمر بصمت دولي، دون ضغط كافٍ لحماية المدنيين أو فرض محاسبة قانونية على المتورطين في ترك الموت في الأحياء.