تعتزم إسرائيل طرح خرائط جديدة توضح نطاق انسحاب جيشها من قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار المقترحة، في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة في الدوحة، والتي يتوقع استئنافها الأحد. وتأتي هذه الخطوة بعد أن رفضت حركة حماس الخريطة التي قدمها الوفد الإسرائيلي في الجولة السابقة، محذرة من انهيار المحادثات إن لم يتم تعديل المقترحات المتعلقة بالمناطق المستهدفة بالانسحاب.
وفقًا لتقارير بثتها القناة 12 الإسرائيلية، فإن الخريطة الجديدة ستركز على منطقة محور “موراغ” ومحيطها، في استجابة مباشرة للملاحظات التي نقلها الوسطاء القطريون، والذين أكدوا أن حماس تعتبر المقترح السابق غير مقبول.
وبينما تستعد الأطراف للعودة إلى طاولة التفاوض، كشفت مصادر إسرائيلية عن أن نهاية الأسبوع لم تشهد أي تقدم ملموس، وأن الفجوة الجوهرية لا تزال قائمة حول مسألة الانسحاب العسكري، والتي تمثل أحد أعقد الملفات العالقة بين الطرفين.
مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع، تحدّث مساء السبت للقناة 12، قال إن الفريق المفاوض الإسرائيلي يعمل بشكل مباشر مع الوسطاء في قطر ومصر، ويبقى على تنسيق دائم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. وأضاف أن إرسال الوفد إلى الدوحة تم استنادًا إلى مبادرة قطرية حصلت على موافقة إسرائيلية، وأن الفريق يمتلك تفويضًا كاملاً للمضي قدمًا في النقاشات.
غير أن المسؤول ذاته حمّل حماس مسؤولية التعثر الحاصل، متهمًا إياها بـ”رفض التسوية” و”افتعال أزمات تفاوضية مرفقة بحرب دعائية”، حسب تعبيره. وقال إن الحركة تقوم بتسريب معلومات مغلوطة تستهدف الرأي العام في غزة وتثير البلبلة داخل إسرائيل، وهو ما يعرقل جهود الوسطاء للتقريب بين المواقف.
وذهب المسؤول الإسرائيلي إلى القول إن قبول حماس بالمقترح القطري كان سيتيح الدخول في هدنة تمتد لـ60 يومًا، تُمهد لمرحلة تفاوضية حاسمة بشأن إنهاء الحرب، وفق الأهداف التي وضعتها إسرائيل.
في المقابل، عبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من تبديد الزخم الحالي، ووصفت استمرار حالة الجمود بـ”الفشل الذريع”. وفي بيان مشترك صدر مساء السبت، اعتبرت العائلات أن كل يوم إضافي من القتال يُعد “مكسبًا لحماس وخطرًا مباشرًا على حياة المختطفين والجنود”، داعية الحكومة إلى اعتماد مزيد من المرونة للحفاظ على فرص التوصل لاتفاق.
الوساطة الثلاثية التي تقودها قطر ومصر بدعم أميركي تبدو الآن في اختبار صعب، في ظل تمسك كل طرف بشروطه، وسط ضغوط ميدانية وإنسانية متزايدة داخل قطاع غزة، وتململ سياسي وأمني متصاعد في الداخل الإسرائيلي مع دخول الحرب شهرها العاشر دون أفق واضح للحل.