سحبت إسرائيل كل لواءها باستثناء كتيبة واحدة من جنوب غزة مع وصول الحرب إلى ستة أشهر، وذلك مع عودة بعض السكان إلى مدينة خان يونس المدمرة.
راحة من الصراع
ووفقا لـ«واشنطن بوست»، قال مسؤولون عسكريون إن القوات تحصل على راحة للقيام بمهام مستقبلية وأن الصراع “أبعد ما يكون عن التوقف”. ومن غير الواضح ما الذي يعنيه الانسحاب بالنسبة لتوقيت الهجوم البري الإسرائيلي المخطط له في رفح، وهي مدينة تقع في جنوب قطاع غزة حيث أدى النازحون الفلسطينيون إلى زيادة عدد السكان إلى حوالي 1.4 مليون نسمة.
تعليق أميركا
من جانبه، علق جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض على ذلك، قائلًا: إن سحب القوات الإسرائيلية “يتعلق بالراحة والتجديد”. وأضاف أن هذا “ليس بالضرورة، حسبما يمكننا أن نقول، مؤشرا على بعض العمليات الجديدة القادمة لهذه القوات”.
مفاوضات القاهرة
في سياق متصل، أرسلت إسرائيل وحماس وفودا إلى القاهرة للمشاركة في الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار. وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في القاهرة يوم الأحد لإجراء المحادثات، في إشارة محتملة إلى أن الزخم الدبلوماسي يتزايد بعد عدم تمكن الجانبين من التوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان.
وسجل الحرب على غزة خى الآن، ما لا يقل عن 33,175 شهيدًا بينما أُصيب 75,886 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، وتقول إن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
وتقدر إسرائيل أن حوالي 1200 شخص قتلوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر، بما في ذلك أكثر من 300 جندي، وتقول إن 260 جنديًا قتلوا منذ بدء عمليتها العسكرية في غزة.
دمار خان يونس
ومع قيام إسرائيل بسحب معظم قواتها من خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، كشفت الصور التي التقطت يوم الأحد مدى الدمار: منازل ومباني تحولت إلى أنقاض، وشوارع مغطاة بالغبار والحطام.
وقالت مها ثائر، وهي أم لأربعة أطفال، لوكالة فرانس برس الأحد لدى عودتها إلى منزلها المتضرر في المدينة: “إنها رائحة الموت”، مضيفة: “لقد تم تجريف جميع الشوارع”. “شاهدت الناس يحفرون ويخرجون الجثث.”
ملاذ الفلسطينيين
وكانت خان يونس ذات يوم ملاذاً للفلسطينيين الفارين من مدينة غزة وأماكن أخرى في الشمال خلال الحرب. لكن ذلك تغير في ديسمبر عندما دخلت الدبابات والقوات الإسرائيلية المنطقة لمحاربة حماس – المدينة هي مسقط رأس زعيم حماس يحيى السنوار – وحذرت الآلاف من السكان واللاجئين هناك بضرورة الإخلاء.
واضطر المدنيون إلى الفرار جنوبًا إلى مدن الخيام المكتظة بالفعل باللاجئين، قائلين إنه لم يعد لديهم مكان آمن يذهبون إليه. وقال أحد المدنيين النازحين لصحيفة واشنطن بوست في أواخر العام الماضي: “الوضع كارثي حقًا”.