أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمر إخلاء شامل لجنوب قطاع غزة، في إشارة إلى أنه قد يستأنف هجمات مكثفة في المنطقة.
صدر هذا الأمر خلال عطلة عيد الفطر، مما أنذر بتجدد معاناة الفلسطينيين في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، والتي عانت من ويلات الحرب بين إسرائيل وحماس.
اكتظاظ النازحين
وقد عانت المدينة من فترات اكتظاظ بالنازحين، ومن هجرة سكانها بسبب أوامر الإخلاء. وقد تجددت الحرب قبل أسبوعين بعد انهيار وقف إطلاق نار دام شهرًا.
وفي الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنازل قبل شن هجمات جوية ومناورات برية قال إنها تستهدف حماس.
المناطق المتضررة
ونشر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، خريطةً للمناطق المتضررة على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك رفح وأجزاء من خان يونس المجاورة. وقال إنه يجب على الفلسطينيين الانتقال إلى ملاجئ في منطقة ساحلية شمال القطاع.
وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي يعود إلى القتال بقوة كبيرة للقضاء على قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق”.
وأعلن أدرعي هذا الشهر عن أمر إخلاء لبعض الأحياء في رفح، وتضمنت الخرائط التي نشرها يوم الاثنين مرة أخرى تلك الأحياء.
الأوضاع في رفح
لم يتضح عدد الأشخاص الذين كانوا لا يزالون في رفح عند نشر ادرعي منشوره، وعدد من يعتزمون اتباع تعليماته. فبينما كان مئات الآلاف يعيشون هناك قبل الحرب، تحولت مساحات واسعة من المدينة إلى أنقاض منذ ذلك الحين.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أصدر أدرعي أوامر إخلاء لأجزاء أخرى من غزة، لكن العديد من سكان تلك المناطق تجاهلوها على ما يبدو.
عودة للحرب
منذ بداية الحرب التي أشعلها الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، نزح الفلسطينيون في غزة مرارا وتكرارا بسبب القتال – وهي تجربة بائسة أجبرت العديد من الناس على العيش في ملاجئ مؤقتة مزدحمة بجوار غرباء.
استأنف الجيش الإسرائيلي هجماته ضد حماس في غزة في 18 مارس/آذار، بعد فشل إسرائيل وحماس في التوصل إلى اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير/كانون الثاني.
وتجري إسرائيل وحماس محادثات مع وسطاء بشأن اتفاق محتمل لاستعادة وقف إطلاق النار، لكن لم يتم تحقيق أي اختراق.
الفرار سيرا على الأقدام
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، سلسلة من الأشخاص يفرون من رفح سيرا على الأقدام، وهم يحملون حقائب مليئة بممتلكاتهم.
وقال حازم هنية، مسؤول مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة، إن النزوح من رفح يشكل تحديا خاصا بالنسبة للأشخاص الذين ما زالوا يبحثون عن مكان جديد للإقامة.
وأضاف أن “هذا القرار أدى إلى تفاقم معاناة الناس”، مشيرا إلى أن البعض، وخاصة ذوي الإعاقة، يواجهون صعوبة في مغادرة المدينة.
في ظل نقص الوقود، أصبحت تكلفة الرحلة إلى الشمال بعيدة عن متناول العديد من العائلات.
وتقول وفاء أبو ضباء (43 عاماً)، وهي من سكان رفح، إنها بدأت تتعود على العيش في منزل مع والدتها وشقيقتها وأطفالها، لكنها الآن لا تعرف إلى أين تذهب.
قالت: “حياتنا مُحطّمة. أين سأذهب الآن مع أطفالي؟ ليس لدينا طعام، ولا مال، ولا أساسيات للعيش”. وأضافت: “من سيساعدنا؟ أين سنجد الطعام والمال؟”
وأعربت السيدة أبو دبا عن إحباطها من استمرار الجيش الإسرائيلي في هجومه على غزة، لكنها اتهمت أيضًا حماس بإعطاء إسرائيل ذريعة لشن الحرب، من خلال هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.