في تصعيد لافت للتوتر على الجبهة اللبنانية، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الثلاثاء سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة في البقاع اللبناني، مستهدفاً مواقع قال إنها تابعة لـ«قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله».
وأفادت «وكالة الأنباء المركزية» بأن الضربات الإسرائيلية طالت مرتفعات في مناطق بوداي وقصرنبا وشمسطار على السلسلة الغربية، إضافة إلى مرتفعات بريتال في منطقة النبي إسماعيل والنبي سريج بين بلدتي بريتال والخريبة في السلسلة الشرقية.
وذكرت مصادر محلية أن عدد الغارات وصل إلى 16 غارة على الأقل، فيما استمر الطيران الإسرائيلي بالتحليق في أجواء البقاع بعد تنفيذ الضربات، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
من بين الأضرار التي سُجلت، تحطُّم زجاج نوافذ ثانوية اشمسطار الرسمية أثناء تأدية الطلاب للمادة الأخيرة من امتحاناتهم الرسمية، دون ورود أنباء عن إصابات بشرية حتى لحظة إعداد التقرير.
بيان الجيش الإسرائيلي: استهداف “قوة الرضوان”
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الغارات تأتي ضمن عمليات موسعة تستهدف «أهدافاً إرهابية تابعة لحزب الله»، مشيراً إلى أن الغارات ركزت على معسكرات تدريب ومستودعات أسلحة استخدمتها «قوة الرضوان».
وأوضح أدرعي أن الوحدة المستهدفة «خضعت لتدريبات لإطلاق النار واستخدام وسائل قتالية مختلفة، تمهيداً لتنفيذ هجمات ضد الجيش الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن هذه القوة كانت مسؤولة عن التهديد البري عبر خطة احتلال الجليل، قبل مقتل قادتها في سبتمبر 2024 خلال عملية «سهام الشمال».
كاتس: رسالة إلى حزب الله
بدوره، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن «الضربات الجارية في لبنان تحمل رسالة واضحة لحزب الله»، مشدداً على أن إسرائيل «لن تسمح للجماعة بإعادة بناء قدراتها عبر قوة الرضوان».
وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيواصل تنفيذ عملياته الاستباقية، محذراً من أي محاولة جديدة من قبل حزب الله لتثبيت قواعد اشتباك جديدة أو تعزيز وجوده العسكري على الحدود.
التصعيد الجديد يرفع منسوب التوتر بين إسرائيل و«حزب الله»، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع، في وقت يعيش فيه لبنان أزمات سياسية واقتصادية خانقة تجعل أي صراع جديد أكثر كلفة على المستويين الداخلي والإقليمي.