اتهم وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الرئيس السوري أحمد الشرع بالمسؤولية المباشرة عن إطلاق القذائف التي استهدفت الجولان المحتل، محذرًا من رد إسرائيلي وشيك. وقال كاتس إن إسرائيل لن تقبل بالعودة إلى ما وصفه بـ”واقع السابع من أكتوبر”، في إشارة إلى الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في ذلك التاريخ من العام الماضي، وتسبب بصدمة أمنية كبرى لتل أبيب.
وصرّحت ما تُعرف بـ”كتائب الشهيد محمد الضيف” أنها تقف خلف إطلاق صاروخي “غراد” باتجاه مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل. ووفق تقارير إعلامية، فإن الصواريخ أُطلقت من منطقة درعا جنوبي سوريا، وبالتحديد من بلدة تسيل، وهي منطقة تقع خارج سيطرة الحكومة السورية.
إذاعة الجيش الإسرائيلي أشارت إلى أن البلدة التي انطلقت منها القذائف تبعد نحو 12 كيلومتراً فقط عن الحدود، وسبق لقوات الاحتلال أن نفذت عمليات توغل متكررة فيها خلال الأشهر الماضية. وأضافت أن المنطقة باتت مأوى لتنظيمات تصفها تل أبيب بـ”المعادية”، من بينها حركة حماس ومجموعات جهادية أخرى.
عقب الهجوم، رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي استهدف حوض اليرموك في غرب درعا، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. ولم ترد بعد تقارير مؤكدة حول حجم الأضرار أو الخسائر البشرية الناتجة عن هذا القصف.
وتكتسب هذه الحادثة بعداً خاصاً لكونها المرة الأولى التي تُطلق فيها قذائف من الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وهو التطور الذي أتاح لإسرائيل، مؤقتاً، هامشاً أوسع للتحرك في الجنوب السوري، تحت غطاء مواجهة ما تسميه “التهديدات الإيرانية والوكلاء المسلحين”.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تتداخل الحسابات الإقليمية والدولية مع المشهد السوري المتغير، وسط تساؤلات حول مدى قدرة دمشق على ضبط الفصائل المسلحة التي تنشط في مناطق خارجة عن سيطرتها، ومدى جدية تل أبيب في تنفيذ تهديداتها بفتح جبهة جديدة في الجنوب السوري.