في خطوة تعكس تصعيداً في الخطاب السياسي بين طهران وواشنطن، اشترطت إيران بشكل صريح استبعاد أي عمل عسكري أميركي كشرط مسبق لاستئناف المحادثات النووية.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إن بلاده لن تدخل أي مفاوضات ما دامت واشنطن تلوّح باستخدام القوة.
رسائل أميركية غير كافية
أكد روانجي أن إيران تلقت رسائل غير مباشرة من الإدارة الأميركية تُبدي رغبتها في العودة إلى طاولة الحوار، لكنها لم تتلقَ أي ضمانات بشأن وقف الهجمات المحتملة، وهو ما وصفه بأنه “سؤال بالغ الأهمية لم تتم الإجابة عليه بعد”.
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني في وقت لا تزال تداعيات الضربات الجوية الأميركية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية تتصدر المشهد. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد صرّح، خلال قمة “الناتو”، بأن بلاده مستعدة لمزيد من القصف إذا عادت المخاوف بشأن تخصيب إيران لليورانيوم، قائلاً: “بلا شك، بالتأكيد”.
طهران تدافع عن «الحق النووي السلمي»
في ظل هذه التصريحات، دافع روانجي عن الموقف الإيراني، مؤكداً أن بلاده “تحترم حقها السيادي” في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، متهماً الغرب باستخدام ذريعة السلاح النووي لممارسة الضغط السياسي.
وأضاف: “نُحرم من المواد النووية لبرنامجنا البحثي، وكان علينا أن نعتمد على أنفسنا”.
هجوم سياسي من ترامب على الاتفاق السابق
صعّد ترمب لهجته عبر منصة “تروث سوشيال”، قائلاً إنه لم يتحدث إلى الإيرانيين “منذ أن دمرنا منشآتهم النووية بالكامل”، مهاجماً إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي “دفعت مليارات الدولارات لطهران في إطار الاتفاق النووي السابق”.
من جانبه، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مواقف واشنطن بأنها متقلبة وغير جادة، واعتبر تصريحات ترمب الأخيرة “ألاعيب نفسية وإعلامية”، لا تعبّر عن رغبة حقيقية في التفاوض أو التفاهم.
ضبابية المشهد الدبلوماسي
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يبدو أن استئناف المحادثات بين البلدين سيظل مؤجلاً حتى تتضح نوايا الطرفين، بعيداً عن منطق “العقوبات والقصف مقابل الحوار”.