في تصعيد جديد بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، عبّر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، عن شكوك بلاده “الكبيرة” تجاه التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ملوّحًا بـ”رد قوي” إذا تكرر ما وصفه بـ”العدوان”.
جاءت التصريحات خلال اتصال هاتفي أجراه موسوي مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، بحسب ما أعلنه الطرفان.
طهران: مستعدون للرد على أي خرق
قال موسوي خلال الاتصال: “بما أن لدينا شكوكاً تامة في وفاء العدو بالتزاماته، بما في ذلك وقف إطلاق النار، فإننا مستعدون لمنحه رداً قوياً إذا كرر العدوان”.
وأضاف أن إيران تتابع الموقف عن كثب، وأنها لا ترى في التصريحات الإسرائيلية ضمانة كافية لالتزام فعلي بالتهدئة.
اتصال سعودي-إيراني لبحث الاستقرار الإقليمي
من جهته، أكد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في تغريدة عبر منصة “إكس” أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع في المنطقة، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار، مشيراً إلى “أهمية الحوار وتخفيف التوترات العسكرية في الخليج”.
كما ناقش الجانبان العلاقات الدفاعية الثنائية، في مؤشر على تطور ملموس في الاتصالات السعودية-الإيرانية منذ توقيع اتفاق بكين في 2023.
خلفية المواجهات الأخيرة
التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل بدأ بهجوم إسرائيلي على منشآت نووية إيرانية، شملت فوردو ونطنز وأصفهان، ردّت عليه طهران باستهداف قواعد أميركية في العراق وقطر، دون تسجيل إصابات.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف العملية بأنها “ردع استباقي”، وأكد أن الضربات “أعادت البرنامج النووي الإيراني عقوداً إلى الوراء”. في المقابل، أقرّت طهران بوقوع أضرار جسيمة في منشآتها النووية.
تهديدات متبادلة.. وهدنة هشة
رغم إعلان وقف إطلاق النار بشكل مفاجئ، لا تزال التصريحات الصادرة من الجانبين تعكس هشاشة الاتفاق. فقد قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن “إعادة بناء المنشآت النووية قد يستغرق سنوات”، فيما حذّر مسؤولون إسرائيليون من أن أي تحرك إيراني في الملف النووي “سيُواجه برد فوري”.
هل تنهار الهدنة؟
يرى محللون أن الاتفاق الحالي لا يزال هشاً، وأن خطر اندلاع جولة جديدة من القتال قائم. فمع غياب ضمانات دولية واضحة، وتبادل التحذيرات، تبقى المنطقة على صفيح ساخن.
وتوقّع الباحث في الشأن الإيراني د. رضا غانم أن التصعيد قد يعود في أي لحظة، قائلاً: “أي حادث عسكري أو حتى هجوم سيبراني قد يُفجّر الوضع من جديد.. الصيف لم يبدأ فعلياً بعد في هذه الحرب غير التقليدية”.
مشاركة سعودية في جهود التهدئة
يرى مراقبون أن مشاركة السعودية في المحادثات، حتى وإن جاءت بشكل ثنائي، تمثل تحولاً مهماً في الدور الإقليمي للمملكة. كما تعكس محاولة عربية لاحتواء التصعيد المتصاعد بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد دخول الولايات المتحدة عسكرياً على خط الأزمة.
وبين رسائل التحذير الإيرانية، والضربات الاستباقية الإسرائيلية، والوساطات السعودية، يبدو أن وقف إطلاق النار الحالي يقف على حافة الانهيار، ما لم تتدخل قوى دولية لإرساء تهدئة حقيقية وشاملة.