في ليلة عاصفة، أطلقت إيران ما يقرب من 400 صاروخ باليستي تجاه إسرائيل، وفق ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي، لتكشف عن فشل دفاعات تل أبيب في اعتراض العديد منها.
الضربات التي وقعت خلال أقل من ساعة، شملت صواريخ من طراز “فتّاح” الأسرع من الصوت، والتي وصفها موقع “آرمي تكنولوجي” بأنها إحدى أبرز أدوات التفوق العسكري الإيراني، إذ تبلغ سرعتها ما بين 13 و15 ماخ، وتتمتع بمناورات دقيقة وقدرات توجيه متقدمة.
الضربات أسفرت عن اندلاع حرائق وأضرار جسيمة، منها ما لحق بمبانٍ سكنية في وسط وشمال إسرائيل. وأفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بوصول 94 مصاباً إلى المستشفيات، فيما تحدثت القناة 12 عن أضرار مباشرة في مناطق مفتوحة وسقوط شظايا صواريخ على منشآت مدنية.
صراع الظل: الموساد داخل إيران واشتباكات في طهران
تزامناً مع الغارات الصاروخية، أعلنت وكالة “مهر” الإيرانية عن اشتباك مسلح بين قوات الأمن وعناصر يُشتبه في انتمائهم للموساد في مدينة “ري” جنوبي طهران. الهجوم يأتي بعد اعتقال أجهزة الأمن الإيرانية لعدة عناصر مرتبطة بالموساد في ثلاث مدن أخرى، كانوا يخططون لتنفيذ عمليات وُصفت بـ”الإرهابية” داخل مناطق مكتظة بالسكان.
وفي تطور متسارع، أعلنت الشرطة الإيرانية إسقاط 14 طائرة مسيّرة في طهران وأصفهان والبرز، إلى جانب كشف ورش تصنيع مسيّرات ومتفجرات، واعتقال متورطين في تلك الشبكات. وأعلنت طهران أن هذه الخلايا كانت بصدد شن عمليات متزامنة مع الهجوم الإسرائيلي الأخير.
الموساد يضرب في العمق الإيراني: 3 عمليات داخلية و”قاعدة مسيّرات” سرية
الإعلام الإسرائيلي كشف تفاصيل مذهلة عن ثلاث عمليات استخباراتية نفذها الموساد داخل الأراضي الإيرانية، بالتوازي مع القصف الجوي الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي. وفقاً للتقارير، زرع عملاء الموساد أنظمة تشغيل ميدانية لصواريخ دقيقة قرب منصات الدفاع الجوي الإيراني، وقاموا بتفعيلها تزامناً مع الغارات الجوية.
الموساد أيضاً أنشأ “قاعدة طائرات مسيّرة متفجرة” داخل إيران، تم تفعيلها أثناء الهجوم، حيث استُخدمت المسيّرات لتدمير منصات صواريخ في قاعدة “أشفق آباد” قرب طهران، في عملية تم وصفها بـ”الهجومية والمعقدة”، تهدف لتعطيل قدرات إيران الدفاعية الجوية.
طبول الحرب تتسارع.. وترامب يُلوّح بالتصعيد
في خضم هذا التصعيد المتسارع، تتزايد المؤشرات على نذر حرب شاملة في المنطقة، خاصة مع تسريبات عن احتمالية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في توجيه ضربة عسكرية مباشرة ضد إيران. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وفي تصريح ناري، طالب طهران بـ”الاستسلام الكامل دون شروط”، ملمّحاً إلى إمكانية استهداف أعلى القيادات الإيرانية، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي.
التوتر المتصاعد لا يُنذر فقط بصدام بين دولتين، بل بصراع إقليمي قد تتسع رقعته، ويجر خلفه قوى عالمية، في واحدة من أخطر اللحظات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط منذ عقود.