في وقت تتسارع فيه وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل، لا تزال طهران تترقب وتدرس خطواتها المقبلة دون أن تحسم خيارها بتحويل المواجهة إلى “معركة صفرية”، رغم ما وصفته بـ”العدوان غير المسبوق” على منشآتها النووية والعسكرية والمدنية.
إيران تتريث.. لا حسم نهائي للمواجهة
أكدت تقارير صحفية، أن إيران لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن الذهاب إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، موضحة أن السلطات الإيرانية تواصل تقويم الموقف السياسي والعسكري في ضوء الضربات النوعية التي تعرضت لها منشآت حساسة وقيادات بارزة، بينها ثلاث قواعد جوية.
أشارت التقارير أن إيران بدأت تتعامل مع التصعيد الإسرائيلي على ثلاثة مستويات، أخطرها فرض معادلة “مدني مقابل مدني” و”اقتصادي مقابل اقتصادي”، ما يفتح الباب أمام استهداف البنية التحتية والمجتمع المدني، في تحذير واضح من انزلاق المواجهة إلى طور أكثر شمولًا.
البرنامج النووي خط أحمر
في موقف يوصف بأنه “غير قابل للمساومة”، لم تُبدِ إيران أي استعداد لتقديم تنازلات في ملفها النووي أو برنامجها الصاروخي، وهي الملفات التي تصر إسرائيل على كبحها، وتعتبر طهران ذلك محاولة للضغط عبر الوسائل العسكرية، لكنها ترفض الرضوخ لتلك الضغوط.
اتهامات مباشرة لواشنطن
في بيان رسمي، قالت الخارجية الإيرانية إن “الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء”، مؤكدة أن هذه الضربات لا يمكن أن تتم دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة.
كما اتهم السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، واشنطن بـ”التواطؤ الكامل”، محمّلًا إياها مسؤولية تداعيات ما يجري.
إعادة تموضع.. وتعيينات تعكس الاستمرار
ردًا على استشهاد الجنرال علي حاجي زاده، عيّن المرشد الأعلى الإيراني مجيد موسوي خلفًا له، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رسالة مفادها أن “المعركة مستمرة رغم الخسائر”، ويبدو أن هذه الخطوة تؤكد تمسّك طهران بمسارها الإستراتيجي.
وفي الداخل، سمحت الحكومة الإيرانية بخروج مظاهرات شعبية تطالب برد قوي على إسرائيل، في ما اعتُبر مؤشرًا على محاولة توظيف الغضب الشعبي ضمن إطار تعبوي منضبط، دون الانجرار إلى قرارات ارتجالية قد تخلّ بتوازن الردع.
الجولة السادسة في عُمان.. إلى أين؟
تتزامن هذه التطورات مع تردد إيران في المشاركة بالجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة المقررة غدًا الأحد في سلطنة عمان.
وتشير التقارير إلى أن طهران باتت ترى الحوار بلا جدوى في ظل استمرار استهدافها عسكريًا وعلميًا.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل ثلاثة علماء بارزين في الضربات الأخيرة، وهم: علي بكائي كريمي، ومنصور عسكري، وسعيد برجي.
وتتهم إيران أربع جهات مباشرة بالتورط، على رأسها إسرائيل، تليها الولايات المتحدة، ثم أطراف داخلية، بالإضافة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تُتهم بتسريب تقارير ساعدت في تحديد الأهداف.