في أعقاب الهجمات الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، سارعت دول الخليج العربي إلى اتخاذ إجراءات احترازية واسعة النطاق، مفعّلة خطط الطوارئ لمواجهة أي تطورات محتملة على المستوى الإشعاعي أو الأمني.
أكدت السعودية والإمارات وأمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن المؤشرات الإشعاعية حتى اللحظة ضمن المستويات الطبيعية المسموح بها علميًا، مطمئنة المواطنين إلى سلامة البيئة الإقليمية.
الكويت تدخل حالة «الانعقاد الدائم» وتجهّز الملاجئ
أعلن مجلس الدفاع الأعلى الكويتي حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات المتسارعة، وأطلق خطة طوارئ شاملة لرفع جاهزية مؤسسات الدولة إلى أقصى درجة.
وضمن التدابير المتخذة، جُهّزت ملاجئ مؤقتة داخل مجمع الوزارات، وخصصت مخازن لوجستية للطوارئ لدعم جهات الإغاثة والخدمات الضرورية في حال تطور الموقف إلى أزمة.
البحرين تفعل خطة العمل عن بُعد
أما البحرين، فقد أعلنت من جهتها تفعيل خطة عمل عن بُعد بنسبة 70 في المائة داخل جميع الوزارات والهيئات الحكومية، باستثناء القطاعات التي يتطلب وجودها الحضور الشخصي المباشر.
وشددت وزارة التربية والتعليم البحرينية على تطبيق التعليم الرقمي مؤقتًا داخل المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، ضمن إطار خطة الطوارئ الوطنية، منوهة إلى أن الأولوية القصوى تبقى ضمان سلامة الطلاب والكوادر التدريسية.
تطمينات رسمية لدول الخليج للمواطنين والمقيمين
في بيانات رسمية متتابعة، حرصت حكومات السعودية والإمارات على إرسال رسائل طمأنة إلى المواطنين والمقيمين، مؤكدة أن شبكات الرصد الإشعاعي تعمل على مدار الساعة وترفع تقاريرها إلى مراكز الطوارئ بالدول الخليجية.
وأكدت أمانة مجلس التعاون الخليجي أن الوضع مستقر، وأنه لا داعي للقلق طالما لم يتم تسجيل أي مؤشرات بيئية سلبية.
جهود منسقة وتواصل دبلوماسي على أعلى المستويات
كشفت مصادر خليجية رفيعة أن هناك تنسيقًا دبلوماسيًا وأمنيًا عالي المستوى يجري بين العواصم الخليجية، إضافة إلى اتصالات مستمرة مع القوى الدولية والإقليمية لاحتواء التصعيد والحيلولة دون خروجه عن السيطرة.
وتأتي هذه الجهود ضمن إطار سياسة الأمن الجماعي لدول الخليج، التي تسعى إلى درء المخاطر وحماية أمنها الإقليمي من أي تداعيات محتملة.
من جانب آخر، تواصل غرف العمليات الطارئة عملها دون توقف داخل الوزارات والهيئات المعنية، لضمان استدامة الخدمات الأساسية وتسيير الأعمال الحكومية بسلاسة إذا تطلب الأمر ذلك.
وأكدت السلطات أن حالة الاستعداد المشددة ستبقى قائمة طالما استمرت الأوضاع الإقليمية على ما هي عليه، بهدف حماية أرواح المواطنين والمقيمين وضمان استقرار الأمن الإقليمي.