كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمكّنت من التسلل إلى قلب برامج إيران النووية والصاروخية، عبر شبكة تجسس ممتدة منذ سنوات.
وبيّنت الوثائق المسرّبة أن طموحات إيران العسكرية أكبر بكثير مما كان يُعتقد.
وثائق سرية تُظهر الحجم الحقيقي لمخططات طهران
اطلعت الصحيفة على وثائق استخباراتية شاركتها إسرائيل مع حلفائها الغربيين، أظهرت أن شبكة تطوير الأسلحة الإيرانية تتجاوز بكثير المواقع المعروفة في فوردو ونطنز وأصفهان، وتشمل منشآت سرية تحت الأرض ومكونات متقدمة لصناعة السلاح النووي.
استندت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة إلى خرائط استخباراتية دقيقة رسمها عملاء ميدانيون، واستهدفت 3 مواقع رئيسية لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران وأصفهان، إلى جانب منشآت حيوية في نطنز تم ضربها عبر خطة استهدفت البنى السطحية وتحت الأرض.
“شبح الموساد”.. الجواسيس وصلوا إلى منشآت نووية ومعسكرات عسكرية
الاختراق طال منشآت مثل “نور” و”مقده”، وموقع “شريعتی” العسكري، بالإضافة إلى حظائر تصنيع المتفجرات في “شهيد ميسمي”، والتي كانت تُستخدم لاختبار الأسلحة النووية. وتمت عمليات الرصد عبر جواسيس عملوا في تلك المنشآت لسنوات.
العديد من المواقع التي تم استهدافها تأسست ضمن منظمة “سبند” بقيادة العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل عام 2020 في عملية معقّدة نُسبت للموساد. ويُعتقد أن العمليات الاستخباراتية أعادت الزخم بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران العام الماضي.
اختراق الحرس الثوري.. وضربات على مواقع سرّية
الوثائق المسرّبة كشفت تسللًا إلى مقرات الحرس الثوري، حيث استُهدفت مواقع مثل “سنجريان”، المتهمة بتطوير مكونات حساسة للأسلحة النووية. وتؤكد المعلومات أن إيران وصلت بحلول نهاية 2024 إلى مرحلة متقدمة في بناء نظام تفجير نووي.
كانت إيران، وفقًا للتقارير، تطمح لتصنيع نحو 1000 صاروخ باليستي سنويًا، وامتلكت مخزونًا يتراوح بين 2000 و2500 صاروخ عند بداية الحرب. وتمكنت الاستخبارات من تحديد وتدمير منشآت تصنيع الألياف الكربونية في “رشت”، ما أدى إلى انهيار جزء كبير من البنية التحتية الصناعية.
ترامب يلمّح: “الجواسيس ما زالوا بالداخل”
في تصريحات خلال قمة الناتو، لمح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى استمرار وجود عناصر استخباراتية داخل إيران، قائلاً: “كان لديهم رجال دخلوا بعد الضربات وأكدوا أن كل شيء تم القضاء عليه بالكامل”، ما يفتح الباب أمام احتمال استمرار عمليات التسلل.
ويكشف الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي عن تحول خطير في ميزان القوى بالمنطقة، ويضع إيران تحت مجهر جديد مع تصاعد التحذيرات من سباق نووي وشيك. بينما تستمر إيران في التصعيد، تؤكد تل أبيب أنها لن تنتظر حتى يكتمل البرنامج النووي الإيراني.