في مشهد يعكس التصعيد المتواصل بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، لقي ما لا يقل عن 5 مدنيين مصرعهم وأُصيب آخرون جراء قصف شنته طائرات مسيّرة تابعة لـ«الدعم السريع» على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
استهدفت المسيّرات ملعب المدينة، السوق الرئيسي، والمنطقة الصناعية، وسط سماع دوي انفجارات منذ الساعات الأولى من صباح عيد الأضحى.
البرهان: “سنطهر السودان من المعتدين”
وفي العاصمة المؤقتة بورتسودان، أدى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان صلاة العيد إلى جانب نائبه مالك عقار ورئيس الوزراء كامل إدريس، حيث ألقى كلمة شدد فيها على أن القوات المسلحة ستطهر البلاد من المعتدين، مؤكداً أن “صناعة التاريخ بدأت بأيدي الشعب”.
عقار يدعو إلى تنفيذ اتفاقية جوبا وتحقيق السلام المستدام
من جانبه، دعا نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى توحيد الصفوف ومواجهة التحديات، مطالباً بـتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام بشكل شامل، ومشددًا على أهمية الإجابة على أسئلة الهوية والوحدة، ومكافحة الفساد، وتحديث القوانين. كما طالب المجتمع الدولي بلعب دور أكثر فاعلية في حل الأزمة السودانية.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الانتقالي، كامل إدريس، أن حكومته ستولي قضية النازحين أولوية قصوى، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تعمل على تحرير وتأمين كامل الأراضي السودانية لتسهيل عودتهم إلى ديارهم.
استمرار الهجمات وتحذيرات من كارثة إنسانية
وبينما تواصلت الهجمات بالمدفعية والمسيّرات على مدينة الأبيض، اتهمت القوات المسلحة «الدعم السريع» بارتكاب جرائم ضد المدنيين، شملت استهداف منشآت مدنية كمستشفى الضمان وفندق زنوبيا والسجن المركزي.
في المقابل، تحدثت شهادات من المدينة عن انتهاكات جسيمة يُتهم بها عناصر من القوات الموالية للجيش، بينها نهب وسلب للمنازل والصيدليات، وفرض حالة رعب ليلي تمنع الأهالي من مغادرة منازلهم بعد الغروب.
حميدتي يتوعد: الأبيض في مرمى الهجوم
وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد توعّد في خطاب سابق بشن هجوم واسع على مدينة الأبيض، مؤكداً أن قواته تحاصرها من ثلاثة محاور، ما يُنذر بمعركة دامية ومرتقبة.