في تطور جديد لمشهد الحرب في السودان، أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، عن تحقيق تقدم ميداني كبير باستعادته السيطرة على ضاحية الصالحة جنوب أم درمان، التي كانت تُعدّ آخر معاقل قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، بأن العمليات العسكرية تتسارع نحو إعلان السيطرة الكاملة على العاصمة، مؤكداً استمرار التمشيط العسكري في جنوب وغرب أم درمان.
معركة الخرطوم
شهدت المنطقة، بحسب شهود عيان، دوي انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان في محيط كلية التربية بجامعة الخرطوم، فيما بث جنود الجيش مقاطع مصورة من داخل مواقع الدعم السريع بالصالحة.
وذكرت مصادر محلية، أن القوات المسلحة تمكنت من استعادة السيطرة على محطة “ود بكراوي”، ومنطقة “القيعة”، وسوق الصالحة الرئيسي، إلى جانب معسكر رئيسي تابع للدعم السريع، وهو آخر قاعدة عسكرية لتلك القوات في ولاية الخرطوم.
تعيين إدريس رئيساً للوزراء
وفي تطور سياسي متزامن، أدى إدريس الهادي اليمين الدستورية رئيساً للوزراء بعد تعديلات دستورية مثيرة للجدل، أثارت تساؤلات حول ملامح المرحلة الانتقالية المقبلة، خاصة في ظل تقدم الجيش ميدانياً وتراجع نفوذ الدعم السريع بالعاصمة.
ويشير محللون إلى أن هذا التقدم يمثل نقطة تحول محورية في مسار الحرب، خاصة بعد أكثر من عام من القتال العنيف الذي دمّر أجزاء واسعة من الخرطوم. ويطرح تساؤلات حيوية حول قدرة الجيش على فرض الأمن والاستقرار، ومدى استعداد القوى السياسية والمدنية للمشاركة في المرحلة القادمة.
هل هذا مقدمة لنهاية الحرب؟
فيما يعيش الشارع السوداني حالة من الترقب، بين آمال بانتهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار، ومخاوف من صراع طويل الأمد في مناطق أخرى خارج الخرطوم. يرى مراقبون أن نجاح المرحلة القادمة سيتوقف على قدرة الحكومة الجديدة على احتواء الأزمات، وتقديم رؤية شاملة لإعادة الإعمار، والمصالحة الوطنية، وإصلاح المؤسسة العسكرية.
وباتت السيطرة الكاملة على الخرطوم وشيكة، لكن التحديات السياسية والاقتصادية لا تزال هائلة، فالسودان على مفترق طرق، بين فرصة نادرة للخروج من النفق، وخطر الانزلاق إلى دورة جديدة من العنف إذا لم تُحسن القوى الفاعلة إدارة المرحلة الانتقالية.