في تطور مفاجئ ينذر بتوسّع رقعة التصعيد في الشرق الأوسط، أعلن الناطق العسكري باسم جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) فرض حظر بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي، وذلك في خطوة تُعتبر تصعيداً نوعياً وغير مسبوق في دعمهم المعلن لحركة المقاومة الفلسطينية في غزة.
استهداف متكرر
هذا الإعلان يأتي بعد أسابيع من استهدافهم المتكرر لميناء أم الرشراش (إيلات) ومطار بن غوريون، ما يعكس تصعيداً مدروساً في إطار ما يسميه الحوثيون بـ”الرد الاستراتيجي على العدوان الإسرائيلي”.
تحذير دولي للشركات البحرية
في بيان متلفز بث مساء أمس الاثنين، قال المتحدث العسكري إن قواتهم بدأت فعلياً “تنفيذ توجيهات القيادة بفرض حظر بحري على ميناء حيفا”، مضيفاً أن “الميناء أصبح ضمن بنك الأهداف”، ووجّه تحذيراً مباشراً إلى الشركات المالكة للسفن المتجهة إلى الميناء، داعياً إياها إلى مراجعة خططها اللوجستية والبحرية فوراً.
يمثل استهداف ميناء حيفا تحولاً لافتاً في قواعد الاشتباك، إذ أن ميناء حيفا يعتبر من أهم الموانئ الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط، ويرتبط بتجارة حيوية مع أوروبا والعالم. فهل يملك الحوثيون القدرات البحرية والصاروخية الكافية لتوسيع ضرباتهم من باب المندب إلى قلب المتوسط؟ أم أن هذا الإعلان يأتي في إطار الحرب النفسية والتضامن السياسي أكثر من كونه تحركاً ميدانياً فعلياً؟
رسالة إقليمية تتجاوز غزة
الرسالة الحوثية ليست فقط تضامناً مع غزة، بل تحمل أبعاداً إقليمية أوسع، تسعى من خلالها طهران – الداعم الرئيسي للحوثيين – إلى إيصال تحذير مباشر لإسرائيل وحلفائها بأن الحرب لم تعد محصورة جغرافياً. وربما تنذر هذه التحركات بفتح جبهة ضغط بحرية تهدد الملاحة والتجارة الإسرائيلية، وتشغل تل أبيب بجبهات جديدة في وقت حساس.
جاء التحرك الحوثي بالتزامن مع إعلان إسرائيل بدء عملية عسكرية جديدة في غزة، أُطلق عليها اسم “عربات جدعون”، والتي تشمل – وفق مصادر إسرائيلية – خططاً لاحتلال القطاع بالكامل، وجاءت هذه العملية رغم تقدم المفاوضات في الدوحة، والتي دخلت مؤخراً مرحلة “حاسمة” بحسب وصف الوسيط القطري.
هل تقترب لحظة الانفجار الإقليمي؟
وتشير التحركات الأخيرة من صنعاء إلى حيفا، ومن غزة إلى الدوحة، إلى أن المشهد بات مفتوحاً على كل الاحتمالات.