وسط أجواء إقليمية مشحونة وتصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران، أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي دعوة صريحة للولايات المتحدة بممارسة ضغط مباشر على تل أبيب من أجل وقف فوري لإطلاق النار، واستئناف المفاوضات النووية مع طهران.
جاء ذلك في تصريحات حصرية أدلى بها الأمين العام للمجلس، جاسم البديوي، محذراً من أن استمرار التصعيد يهدد الأمن والاستقرار ليس فقط في الخليج، بل في المنطقة بأكملها.
تحرّك دبلوماسي خليجي واسع النطاق
أكد البديوي أن المجلس ينسّق بشكل مكثف ومنتظم مع أطراف دولية معنية بالنزاع، على رأسها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، في محاولة لبلورة مبادرات تهدئة فعالة.
وأوضح أن الهدف الرئيسي هو تجنيب دول الخليج تبعات أي تصعيد مباشر أو غير مباشر، من خلال العمل على خطين متوازيين: الضغط على إسرائيل لوقف العمليات، وتشجيع الأطراف على العودة لطاولة المفاوضات النووية.
مركز طوارئ خليجي في حالة استعداد
في خطوة تعكس الجدية والحذر، أعلن البديوي عن تفعيل جزئي لـ”مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ”، في إطار خطط الجاهزية والاستجابة الإقليمية المعتمدة. وأوضح أن المركز يعمل بتعاون وثيق مع الأجهزة المختصة في الدول الأعضاء، ويُعَد أداة تنسيقية مهمّة في مواجهة الأزمات المحتملة، سواء كانت أمنية أو بيئية أو نووية.
الوضع الإشعاعي تحت المراقبة الدقيقة
وفي ظل المخاوف المتزايدة من تبعات المواجهة النووية بين إسرائيل وإيران، طمأن البديوي شعوب الخليج قائلاً: “حتى الآن، لم تُسجّل أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية في دول المجلس”، مشيراً إلى أن جميع المؤشرات البيئية والإشعاعية لا تزال ضمن المستويات الآمنة.
هذا التصريح جاء في وقت تتزايد فيه التقارير الدولية عن تحركات عسكرية في مناطق حساسة، ما يرفع من درجة الحذر لدى دول المنطقة.
تهديدات التصعيد تتجاوز الجغرافيا
يرى مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي – الإيراني لم يعد محصوراً في نطاق المواجهة التقليدية، بل بات يشكل تهديداً مباشراً لممرات الطاقة العالمية، وسوق النفط، والاستقرار السياسي في المنطقة، مما يفرض على دول الخليج اتخاذ خطوات استباقية لضمان عدم انجرافها إلى أتون الصراع.
واشنطن في مرمى المطالب الخليجية
من جهتها، تأمل دول مجلس التعاون أن تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في كبح جماح التصعيد، عبر الضغط على الحكومة الإسرائيلية من جهة، وفتح قنوات تواصل مع إيران من جهة أخرى، بهدف تجنيب المنطقة حرباً قد لا يُعرف مداها ولا تداعياتها.
الخليج يرفع الصوت.. والمخاطر تتزايد
في ظل تسارع التطورات الإقليمية، يبدو أن موقف دول مجلس التعاون الخليجي واضح وحاسم: لا بديل عن التهدئة، ولا مصلحة لأحد في استمرار التصعيد. وبينما تبقى الأنظار شاخصة نحو واشنطن وطهران وتل أبيب، تتحرك العواصم الخليجية بسرعة لحماية أمنها… قبل أن يتجاوز الخطر حدود التوقعات.