في خطوة جديدة تؤكد التزام العراق بتعزيز علاقاته مع المجتمع الدولي، وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بتقديم التسهيلات كافة لبعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق، لضمان نجاح مهمتها الاستشارية في البلاد.
وجاء هذا التوجيه خلال استقباله القائد الجديد للبعثة، الجنرال كريستوف هنتزي، بحضور القائد السابق الفريق لوكاس شخويرس.
تقدير للجهود.. وترحيب بالقائد الجديد
عبّر رئيس الوزراء خلال اللقاء عن تقديره الكبير لما قدمه الفريق شخويرس خلال فترة قيادته، مؤكداً حرص الحكومة العراقية على “إدامة العلاقة المميزة مع الناتو”، مشيراً إلى ما تحقق خلال “اجتماع الحوار عالي المستوى في بروكسل العام الماضي”، ومعلناً عن تحضيرات لعقد الاجتماع الثاني في بغداد قريباً.
وشدد “السوداني” على ضرورة “إقامة شراكة فاعلة تعتمد التخطيط والتنسيق المشترك”، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تنظر بعين الأهمية إلى الدور الذي تؤديه البعثة الاستشارية للناتو، لا سيما في مجالات التدريب وتطوير الكفاءات الأمنية.
ما مهمة الناتو في العراق؟
بعثة الناتو في العراق هي بعثة غير قتالية، تهدف إلى تقديم المشورة والدعم لقوات الأمن العراقية، في إطار رفع كفاءتها وتطوير قدراتها في مجالات القيادة، التعليم العسكري، ومكافحة الإرهاب. وتعمل البعثة، بالتنسيق مع الحكومة العراقية، على إصلاح المنظومة الأمنية وتقديم المشورة الاستراتيجية لوزارتي الدفاع والداخلية.
وتستند هذه المهمة إلى شراكة طويلة الأمد بين العراق والناتو، تمتد منذ عام 2004، ولكنها أُعيد تنظيمها وتوسيع نطاقها في السنوات الأخيرة لتكون أكثر تركيزاً على بناء المؤسسات الأمنية وتقديم الدعم الهيكلي.
دعم رسمي وتعاون مستمر
من جانبه، هنأ الفريق لوكاس شخويرس الحكومة العراقية على “نجاحها في تنظيم القمة العربية الرابعة والثلاثين”، وأشاد بالجهود المبذولة في “مشاريع الإعمار والنمو الاقتصادي”، كما عبّر عن شكره لدعم العراق المستمر لبعثة الناتو، مؤكداً أن البعثة “ستواصل التنسيق والتعاون مع المؤسسات العسكرية والأمنية العراقية، في إطار تبادل الخبرات والمعلومات والاستشارات”.
نحو استقرار إقليمي
وفي تصريح خاص، قال اللواء عبد الكريم خلف، المستشار الأمني السابق في وزارة الداخلية: “العراق بحاجة إلى شراكات استراتيجية مدروسة لتعزيز أمنه، وبعثة الناتو تلعب دوراً محورياً في بناء قدرات قواتنا بشكل غير تدخلي”، مضيفا: “ما يقوم به الناتو هو دعم لوجستي وفني بعيد عن العمليات القتالية، ونحن نرحب بأي جهد يعزز قدرات مؤسساتنا الأمنية”.
ترى الحكومة العراقية أن استمرار دعم بعثة الناتو لا يعزز فقط الأمن الداخلي، بل يُسهم في دعم الاستقرار الإقليمي، لاسيما في ظل التحديات المتزايدة في المنطقة. ويُنتظر أن يشهد الاجتماع المرتقب في بغداد مزيداً من التنسيق في ملفات مكافحة الإرهاب والتدريب الأمني المشترك.
وبخطوة حاسمة وواضحة، يفتح العراق أبوابه لتعاون أوسع مع حلف الناتو، مؤكداً أن بناء المؤسسات الأمنية يأتي على رأس أولويات المرحلة القادمة، ومع الدعم الكامل من الحكومة، يتوقع أن تُحقق البعثة الاستشارية نتائج ملموسة في تعزيز أمن العراق واستقراره.