في تحرك دبلوماسي لافت، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين 2 يونيو 2025، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة، حيث شدد خلال اللقاء على “حتمية عودة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلى طبيعتها”، وسط تصاعد التوترات الإقليمية الناتجة عن الهجمات الحوثية على السفن منذ أواخر 2023.
قناة السويس تدفع الثم
أدت الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، دعماً لحركة “حماس”، إلى اضطراب حركة التجارة العالمية وتراجع حاد في إيرادات قناة السويس، التي تعد شرياناً حيوياً للاقتصاد المصري، حيث هبطت الإيرادات إلى 881 مليون دولار فقط في الربع الأخير من 2024، مقارنة بـ2.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق، وفقا لإحصائيات.
السيسي يحذر: لا لحرب إقليمية
وأكد السيسي، بحسب بيان المتحدث باسم الرئاسة محمد الشناوي، على “ضرورة وقف التصعيد الإقليمي” لتجنب الانزلاق نحو حرب شاملة ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات شعوب المنطقة، لافتاً إلى أهمية مواصلة المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة كمسار دبلوماسي وحيد لحل الأزمة.
عبد العاطي: التصعيد ليس خياراً
من جانبه، أوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، أن “المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن تمثل فرصة مهمة لاحتواء التوتر”، مشدداً على أن التصعيد العسكري بشأن الملف النووي الإيراني “ليس حلاً، ولا توجد خيارات عسكرية مجدية في هذا الملف”.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر هي “أكثر الدول تضرراً من تعطيل الملاحة في البحر الأحمر”، ما يستدعي تعاوناً مباشراً لضمان أمن الممرات البحرية.
إيران: الحوثيون مستقلون.. والنووي سلمي
أما الوزير الإيراني عباس عراقجي، فقد قال إن “جماعة الحوثي فصيل مستقل يتخذ قراراته بنفسه”، مضيفاً أن وقف هجماتهم مرهون بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفيما يخص الملف النووي، أكد عراقجي أن بلاده “لا تخفي شيئاً”، وأنها “مستعدة لاتخاذ خطوات تثبت سلمية برنامجها النووي”، وسط استمرار المحادثات مع واشنطن برعاية عمانية، والتي شملت حتى الآن خمس جولات تفاوض.
رسائل تهدئة.. وشكوك قائمة
رغم اللهجة التوافقية التي ميّزت تصريحات الطرفين، تبقى الكثير من الأسئلة مطروحة بشأن مدى التزام إيران بلجم حلفائها الإقليميين، ومدى جدية الحوثيين في وقف استهداف الملاحة، في ظل استمرار العمليات العسكرية في البحر الأحمر.