أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع، الاثنين، مباحثات موسعة مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، إلى جانب بحث مستجدات الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
لقاء رسمي في أبو ظبي: نحو شراكة استراتيجية جديدة
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن اللقاء الذي جرى في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، شهد تأكيدًا متبادلًا على أهمية الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية، خصوصًا في مجالات الاستثمار والتنمية والطاقة والتكنولوجيا.
وبحسب المصدر نفسه، تبادل الزعيمان وجهات النظر حيال التطورات الإقليمية المتسارعة، وفي مقدمتها مسار الاستقرار في الشرق الأوسط، والأزمات السياسية والأمنية في محيطهما العربي.
الشرع: نؤسس لمرحلة ما بعد الحرب
وفي مستهل لقائه مع ولي عهد أبو ظبي، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن بلاده “طوت صفحة الحرب والانقسام”، مؤكداً أن سوريا تتجه “بثقة نحو بناء شراكات استراتيجية مع الأشقاء في الخليج”.
وأشار الشرع إلى رغبة دمشق في الاستفادة من التجربة الإماراتية في مجالات التنمية المستدامة، والتحول الرقمي، والطاقة المتجددة، باعتبارها نماذج ملهمة لدول المنطقة.
وأضاف أن المرحلة المقبلة “ستكون عنوانها البناء، وتعزيز التكامل الإقليمي، بعيدًا عن الاستقطابات التي عطّلت استقرار المنطقة لعقود”.
بن زايد: ملتزمون بدعم الاستقرار في سوريا
من جهته، جدد الشيخ محمد بن زايد تأكيد دعم الإمارات الكامل لمسار الاستقرار في سوريا، مشددًا على حرص أبو ظبي على تطوير التعاون في المجالات كافة، ولا سيما في قطاعي البنية التحتية والاستثمار.
وأوضح بن زايد أن بلاده “ترحب بعودة سوريا إلى دورها الطبيعي في محيطها العربي”، وتعمل على تعزيز أواصر التعاون بما يخدم الأمن القومي العربي، ويرسّخ التوازن الإقليمي.
بداية جولة خليجية للرئيس السوري
وتأتي زيارة الرئيس الشرع إلى الإمارات ضمن جولة خليجية بدأها من أبو ظبي، ويتوقع أن تشمل لاحقًا كلاً من الرياض والمنامة والدوحة، في سياق مساعٍ سورية لإعادة توطيد العلاقات مع دول الخليج بعد سنوات من القطيعة التي أعقبت اندلاع الحرب في البلاد عام 2011.
وكان في استقبال الوفد السوري لدى وصوله إلى أبو ظبي، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في إشارة إلى الاهتمام الرسمي الإماراتي الرفيع بهذه الزيارة.
خلفية التقارب: من التجميد إلى الانفتاح
وتشهد العلاقات بين سوريا والإمارات تحسنًا ملحوظًا منذ العام 2018، حين أعادت أبو ظبي فتح سفارتها في دمشق، تلاها خطوات دبلوماسية متسارعة أبرزها زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سوريا، ثم استضافة الرئيس السوري السابق بشار الأسد في مارس 2022.
ويبدو أن المرحلة الحالية، في عهد الرئيس أحمد الشرع، تشكل منعطفًا سياسيًا جديدًا في سياق إعادة إدماج سوريا إقليميًا، بعد أكثر من عقد من العزلة الدولية والعقوبات الغربية.