مع عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، يواجه العالم تساؤلات ملحة حول التداعيات المحتملة لهذه العودة على الاقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بالزيادات الضريبية، الحرب التجارية مع الصين، وتغير الموقف الأمريكي من الصراع في أوكرانيا وعلاقته بمحاولات الضغط على الأوروبيين.
الزيادات الضريبية والحرب التجارية مع الصين
منذ عودته إلى البيت الأبيض، فرض الرئيس ترامب تعريفات جمركية صارمة على العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك الصين، كندا، ألمانيا، واليابان. هذه الخطوة أدت إلى اضطرابات حادة في الأسواق المالية العالمية، مع تراجع حاد في الأسواق وارتفاع المخاوف من حدوث ركود اقتصادي. ترامب برر هذه الإجراءات بأنها تهدف إلى إعادة إحياء الصناعة الأمريكية وتصحيح ما وصفه بـ”الصفقات السيئة” التي أضرت بالاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، يشكك العديد من الاقتصاديين في فعالية هذه السياسات، محذرين من أنها قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.
التعريفات الجديدة شملت زيادة بنسبة 10% على الواردات العالمية، مع فرض نسب أعلى على بعض الدول مثل الصين وفيتنام. هذا التصعيد في الحرب التجارية أثار قلق المستثمرين والمحللين، حيث يتوقع أن تؤدي هذه السياسات إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، تقليل ثقة المستهلكين، وزيادة احتمالات الركود الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر هذه التعريفات سلبًا على الشركات الأمريكية التي تعتمد على سلاسل التوريد العالمية، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي.
تغير الموقف الأمريكي من الصراع في أوكرانيا والضغط على الأوروبيين
فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، أبدى الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية رغبة في إعادة تقييم دور الولايات المتحدة في هذا النزاع، مشيرًا إلى أن الدعم المالي والعسكري المستمر لأوكرانيا يمثل عبئًا على الميزانية الأمريكية. هذا التوجه قد يؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي لكييف، مما يترك أوروبا في مواجهة مباشرة مع تداعيات الصراع.
ترامب يعتقد أن الدول الأوروبية لم تتحمل نصيبها العادل من المسؤولية في دعم أوكرانيا، وأنها اعتمدت بشكل مفرط على الدعم الأمريكي. لذلك، قد يستخدم سياسات تجارية وضريبية للضغط على الدول الأوروبية لزيادة مساهماتها المالية والعسكرية في هذا السياق. هذا النهج قد يؤدي إلى توترات في العلاقات عبر الأطلسي، خاصة إذا شعرت الدول الأوروبية بأنها مستهدفة بسياسات تجارية عقابية.
التداعيات المحتملة على الاقتصاد العالمي
العودة إلى سياسات الحماية التجارية وفرض التعريفات الجمركية قد تؤدي إلى تفكك النظام التجاري العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، مما يهدد باندلاع حروب تجارية واسعة النطاق. هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ارتفاع معدلات التضخم، وزيادة البطالة في العديد من الدول. بالإضافة إلى ذلك، قد تسعى الدول المتضررة إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.
في الختام، عودة الرئيس ترامب إلى الحكم قد تفرض تحديات كبيرة على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل توجهاته نحو سياسات حمائية وتصعيد الحروب التجارية. هذه السياسات قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة، وتتطلب استجابات حذرة من الدول المتضررة للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي.