في ضربة أمنية استباقية وصفت بالحاسمة، أعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي، السبت، عن تمكنه من تفكيك شبكة إجرامية كانت تستعد لتنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال، في محاولة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي في البلاد.
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الجهاز، جاءت هذه العملية ثمرة معلومات استخباراتية دقيقة ومتابعات ميدانية متواصلة، كشفت النقاب عن شبكة مترابطة داخليًا، ولها ارتباطات خارجية مشبوهة.
محاولة لاغتيال إعلامية عراقية تقود لفك خيوط الشبكة
بحسب جهاز المخابرات، فإن الخيط الأول الذي قاد إلى هذه الشبكة الخطيرة، انطلق من حادثة وقعت في فبراير الماضي، تمثلت في محاولة شروع بالقتل استهدفت إحدى الإعلاميات العراقيات.
ومن خلال التحقيقات التي أجريت حول هذه الواقعة، تمكنت الجهات المعنية من تتبع تحركات المشتبه بهم، وجمع معلومات مهمة أدت في النهاية إلى كشف الشبكة.
مداهمات متزامنة في أكثر من محافظة
وأوضح البيان أن العملية تمت بتنسيق مباشر مع القضاء العراقي، حيث تم الحصول على الموافقات القانونية اللازمة لتتبع المشتبه بهم. وبعد تحديد أماكن تواجدهم بدقة، نفذت قوات الأمن عمليات مداهمة متزامنة في عدة محافظات عراقية، أسفرت عن اعتقال جميع عناصر الشبكة.
ولم يحدد البيان عدد المعتقلين أو هوياتهم، لكنه أكد أن العملية جرت بسلاسة ومن دون خسائر، وحققت هدفها الرئيسي في شل تحركات هذه الشبكة الإجرامية قبل تمكنها من تنفيذ أي من مخططاتها.
رسائل أمنية حاسمة في مواجهة الإرهاب المنظم
هذه العملية تمثل رسالة واضحة من الأجهزة الأمنية العراقية لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد، إذ تؤكد أن العراق أصبح يمتلك اليوم قدرات استخباراتية متقدمة، وشبكة تنسيق قوية بين الجهات الأمنية والقضائية، قادرة على رصد التهديدات والتعامل معها بشكل فوري.
كما أنها تسلط الضوء على التحديات الأمنية المستمرة التي تواجه العراق، خصوصًا مع وجود أطراف تحاول استغلال الهشاشة السياسية والاقتصادية لتنفيذ أجندات تخريبية داخلية وخارجية.
تحقيقات مستمرة وإحالة للعدالة
وأشار الجهاز في ختام بيانه إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع عناصر الشبكة المعتقلين، بهدف الكشف عن كافة التفاصيل والأطراف المتورطة، وضمان إحالة الجميع إلى العدالة، وفقًا للقانون العراقي.
وأكد أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون في التعامل مع أي تهديد يستهدف حياة المدنيين أو يسعى للإخلال بالنظام العام، وأنها ستواصل عملياتها الاستباقية لضمان أمن واستقرار العراق وشعبه.