في مشهد سياسي لافت، احتضنت العاصمة العراقية “بغداد” قمتين عربيتين مهمتين، شهدتا مشاركة واسعة من القادة العرب، ما عكس الثقة الإقليمية المتجددة بدور العراق المتصاعد في قيادة العمل العربي المشترك.
وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن انعقاد القمتين في بغداد يمثل رسالة واضحة للعالم بأن العراق مستقر ويتعافى، وماضٍ نحو دور فاعل في محيطه العربي.
عهد الإصلاح الاقتصادي
عقب نجاح قمة بغداد، ومخرجات القمة، أعلن العراق عن إطلاق مشروع استراتيجي طموح يحمل اسم “عهد الإصلاح الاقتصادي العربي للعقد القادم”، وهو مبادرة تهدف إلى بناء منظومة اقتصادية عربية متكاملة، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في العالم العربي، بجانب توسيع مجالات الاستثمار والتعاون الإقليمي، وتقليص فجوات التنمية بين الدول العربية.
ويدعو المشروع إلى التعاون في القطاعات الإنتاجية، والطاقة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية، من أجل بناء اقتصاد عربي قوي ومترابط.
اقتراح لجنة لمواجهة الأزمات
وفي خطوة لتعزيز التضامن العربي، كشف الوزير العراقي عن اقتراح بلاده تشكيل لجنة عربية عليا تختص بمواجهة الأزمات وتسوية الخلافات داخل البيت العربي، عبر آليات حوارية وسلمية، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وبما يدعم وحدة الموقف العربي ويمنع تفككه.
دعم فلسطين وتخصص أموالًا لغزة
لم تغب القضية الفلسطينية عن جدول أعمال القمة، حيث شدد القادة العرب على دعمهم الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضهم التام لكل الانتهاكات الإسرائيلية. وتم الاتفاق على تخصيص دعم مالي عاجل لقطاع غزة، يهدف إلى إعادة إعمار ما دمره العدوان، وتزيز صمود الشعب الفلسطيني.
ويُعد هذا التوجه المالي والتنموي نحو غزة أحد أبرز تجليات التضامن العربي المشترك.
العراق يقدم نفسه من جديد
من خلال هذه المبادرات، يسعى العراق إلى لعب دور ريادي في رسم مستقبل اقتصادي عربي جديد، وفي الوقت ذاته، فإن هذه الخطوات تنعكس داخليًا على الوضع الاقتصادي العراقي عبر جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، وتزيز بيئة الأعمال والاستقرار المالي، إضافة إلى تطوير البنية التحتية وفتح مجالات الشراكة مع الدول العربية.
وأشار فؤاد حسين إلى أن العراق “ابتعد عن العاصفة” التي اجتاحت المنطقة، وبدأ يتعافى بفضل التضحيات الكبيرة لشعبه، مشددًا على أن سياسة العراق تقوم على دعم السلام والتعاون بعيدًا عن الحروب.
جمع الصف العربي
ويمكن التأكيد على أن قمة بغداد نجحت ليس فقط في جمع الصف العربي، بل أيضًا في تدشين مرحلة جديدة من العمل الجماعي العربي في السياسة والاقتصاد والتنمية، والعراق اليوم يضع نفسه في موقع المبادر، والداعم، والشريك في هذا المسار.