أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، أمس، عن قرارها بتوفير مدارس مؤمّنة بأعلى المعايير لاستضافة الشعائر الدينية خلال شهر محرم المقبل، عوضًا عن إقامتها داخل الحسينيات التقليدية.
ويأتي ذلك في ظل الأوضاع الإقليمية الحساسة التي تمر بها المنطقة، وحرص القيادة السياسية على سلامة المشاركين من أبناء المذهب الشيعي.
فهد اليوسف: تسخير كافة الإمكانات لإنجاح موسم محرم
أكد وزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد اليوسف، أثناء اجتماعه مع ممثلي الحسينيات ودور العبادة، أن دولة الكويت تعمل على تسخير كافة الإمكانات الأمنية واللوجستية من أجل إنجاح موسم إحياء الشعائر الدينية.
وأشار إلى أن القيادة السياسية تولي أهمية خاصة لإقامة مراسم محرم بطمأنينة وأمان تام، بما يتماشى مع الظروف الإقليمية التي تتطلب الحيطة والحذر.
مدارس مؤمنة بمعايير سلامة عالية
وأوضح الشيخ فهد اليوسف أن اختيار المدارس جاء بعد تقييم دقيق لضمان أمن وسلامة المشاركين، مؤكدًا أن المواقع الجديدة ستحظى بحماية أمنية مشددة من جانب قوات الأمن، إضافة إلى تجهيزها بأحدث وسائل السلامة والإسعاف والطوارئ.
وشدد وزير الداخلية على أهمية التزام القائمين على الشعائر الدينية بالضوابط والتعليمات التنظيمية التي أقرتها الجهات المعنية. كما أشاد بتعاون مسؤولي الحسينيات وحرصهم على تحقيق المصلحة العامة من خلال التنسيق المستمر مع الأجهزة الأمنية.
الكويت تؤكد على حق ممارسة الشعائر بروح الأمن والأمان
واختتم الشيخ فهد اليوسف تصريحاته بالتأكيد على أن دولة الكويت ملتزمة بتهيئة الأجواء المناسبة لإقامة الشعائر الدينية بروح من الأمن والاستقرار، بما يعكس صورة البلاد الحضارية، ويحقق الأمن لكافة المواطنين والمقيمين على أرضها.
من جانبهم، ثمّن عدد من مسؤولي الحسينيات مبادرة وزارة الداخلية، مؤكدين أن هذه الخطوة تؤكد حرص الدولة على تأمين المراسم الدينية ومراعاة خصوصيتها.
وأشاروا إلى أن اختيار المواقع البديلة سيوفر بيئة أكثر أمانًا وطمأنينة للحضور، لا سيما من كبار السن والأطفال، بما يمنح الجميع فرصة لإحياء الشعائر بروح من السكينة والخشوع.
خطة شاملة تشمل كافة المحافظات
وأكدت مصادر أمنية أن خطة الداخلية تشمل جميع محافظات الكويت، حيث سيتم توزيع المدارس المؤمنة بشكل استراتيجي بما يضمن سهولة وصول المشاركين من مناطق سكنهم، كما ستتضمن الخطة تكثيف عناصر الأمن والدوريات المرورية في محيط المواقع المخصصة، إضافة إلى وضع فرق للطوارئ الطبية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي مستجدات.
تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية
وتعكس هذه الترتيبات نهج الشراكة المجتمعية الذي تتبعه وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات الدينية والمجتمع المدني لإنجاح موسم محرم، إذ من المتوقع أن يسهم ذلك في تعزيز الثقة المتبادلة بين المواطنين والأجهزة الأمنية، ويضمن تحقيق الأهداف المنشودة من حيث احترام الشعائر وتأمين سلامة الجميع.