مع بداية الطقس الحار، يلجأ الكثيرون إلى المراوح للتغلب على حرارة الجو، لكن طبيبًا بارزًا حذر من مخاطر ترك المروحة تعمل طوال الليل في غرفة النوم. قد تبدو المروحة حلًا سريعًا للحر، لكنها تخبئ “ضغطًا خفيًا على الجسم”، وفقًا لما أوضحه خبير الصحة الدكتور ناهيد علي.
مخاطر صحية من تدفق الهواء المستمر
شرح الدكتور علي، وهو مساهم رئيسي في “عيادة فيرا”، أن المروحة تسرع عملية التبخر لتبريد الجسم، لكن استمرار تدفق الهواء طوال الليل يمكن أن يُسبب مشاكل صحية في اليوم التالي:
جفاف الجهاز التنفسي: يؤدي تدفق الهواء إلى جفاف الجيوب الأنفية والحلق، مما يجعلك تشعر بالجفاف والاحتقان في الصباح. هذا الجفاف يسبب إنتاج مخاط أكثر كثافة، الذي يحبس المواد المسببة للحساسية والمهيجات بالقرب من الأنسجة الحساسة. مع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى السعال، بحة في الصوت، أو انسداد الجيوب الأنفية الذي قد يستمر طوال اليوم.
تفاقم الحساسية والربو: يحرك الهواء المستمر من المروحة الغبار من الأغطية والأرضيات، لتبقى الجزيئات الدقيقة من الوبر، وبر الحيوانات، وحبوب اللقاح في الهواء. هذه الجزيئات قد تصل إلى عمق أكبر في الممرات الهوائية أثناء النوم. وغالبًا ما يستيقظ المصابون بالربو أو بالحساسية الخفيفة وهم يعانون من ضيق إضافي في الصدر أو عطس بعد نومهم والمروحة تعمل.
تصلب العضلات وآلام المفاصل: الهواء البارد الذي يهب على العضلات والمفاصل لساعات متواصلة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الأنسجة. هذا قد يجعلك تستيقظ وأنت تشعر بألم في الرقبة والكتفين، حيث تتقلص العضلات المبردة كآلية دفاع طبيعية، وقد يستمر هذا التوتر حتى تعيد تدفئتها باستخدام دش دافئ أو تمارين تمدد خفيفة.
نصائح للاستخدام الآمن للمروحة أو تجنبها
إذا كان تشغيل المروحة هو الحل الوحيد للنوم بشكل مريح أثناء الليالي الحارة، أوصى الدكتور علي ببعض الإرشادات لتقليل المخاطر:
استخدام المؤقت (Timer): يُفضل ضبط المؤقت ليعمل في أول دورة نوم (90 دقيقة) فقط، حتى يتم إيقاف المروحة تلقائيًا بعد الاستغراق في النوم.
توجيه الهواء: لا تُوجه الهواء مباشرة إلى السرير، بل وجهه نحو الحائط المقابل.
الترطيب: ابقِ كوبًا من الماء بالقرب من السرير للتخفيف من جفاف الفم أو الحلق.
النظافة: أوصى بتنظيف الفلاتر الهوائية واستبدالها بانتظام، وغسل الأغطية أسبوعيًا لتقليل كمية الغبار ووبر الحيوانات وحبوب اللقاح.
أما بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في تجنب تشغيل المروحة طوال الليل، قدمت الدكتورة ليندسي براونينج، طبيبة نفسية وخبيرة نوم في مركز “And So To Bed”، بعض النصائح المفيدة لتبريد حرارة الغرفة والنوم بهدوء دون مروحة. أوضحت الدكتورة براونينج أن الجسم يحتاج إلى خفض درجة حرارته عند النوم، وإذا كانت الغرفة شديدة الحرارة أو كانت الأغطية سميكة، فإنك تجد صعوبة في خفض حرارة جسمك، ما يجعل النوم أكثر صعوبة.
حيل بسيطة للنوم البارد دون مروحة
مع قلة وجود أجهزة التكييف في المملكة المتحدة (إذ لا تتوفر سوى في 5% من المنازل)، من الضروري إيجاد طرق بديلة لخفض درجات الحرارة. إليك بعض الحيل البسيطة التي اقترحتها الدكتورة براونينج:
تجميد زجاجة الماء الساخن: املأ الزجاجة بالماء حتى ثلثيها وضعها في الفريزر لمدة ساعتين. عند النوم، ضع الزجاجة المجمدة في سريرك لتبريده، وأزلها قبل أن تستلقي حتى لا تلامس بشرتك مباشرة.
تجميد الجوارب أو غطاء الوسادة: ضع الجوارب أو غطاء الوسادة في كيس بلاستيكي في الفريزر طوال النهار، ثم ارتدها أو استخدمها قبل النوم مباشرة لتبريد جسمك ومساعدتك على النوم بشكل مريح.
حفظ مستحضرات العناية بالبشرة في الثلاجة: يساعد ذلك في تهدئة البشرة، كما يطيل عمر المنتجات.
استخدام بخاخ ماء بارد: رش وجهك، رقبتك، ومعصميك بالماء البارد باستخدام بخاخ صغير لتقليل حرارة الجسم. كما يمكن رش الملاءات والوسائد والمفرش برذاذ ماء خفيف لترطيبها وتبريدها.
بهذه النصائح البسيطة، يمكنك النوم بشكل مريح في الليالي الحارة دون الحاجة إلى تشغيل المروحة طوال الليل، وبالتالي تتجنب المشاكل الصحية المحتملة التي أشار إليها الخبراء.