في مشهد يتكرر كل عام، خيّبَت المسلسلات المغربية الرمضانية لعام 2025 آمال الجمهور، حيث سقطت معظم الأعمال في فخ “النهايات المفتوحة” و”الحبكات الضائعة”، مما أثار موجة انتقادات واسعة حول جودة السيناريوهات واتساقها.
نهايات عبثية.. بين التمطيط والإسراع غير المبرر
- مسلسل “رحمة”: اختار صناع العمل نهاية مفتوحة تمهد لجزء ثان، لكن الجمهور انتقد “تمطيط الحلقات الأخيرة” دون تطور درامي ملموس.
- “الدم المشروك”: اتُهمت نهايته بعدم الوضوح وعدم الإقناع، مما دفع المشاهدين للتساؤل عما إذا كان هناك جزء ثانٍ قادم.
- “جرح قديم”: رغم النهاية السعيدة (انتصار الخير على الشر)، إلا أن العمل واجه انتقادات بسبب “أخطاء قانونية” و”تناقضات في السرد”، مثل اختلاف تأثير السم على الشخصيات دون مبرر منطقي.
- “يوم ملقاك”: اختُتم بزواج البطلين رغم العقبات الاجتماعية، لكنه لم يسلم من اتهامات بـ”المبالغة في تبسيط الحلول”.
لماذا تفشل النهايات؟ النقاد يجيبون
حلّل الناقد الفني مصطفى الطالب أسباب هذه الإخفاقات:
- “المشكلة بنيوية”: معظم الكتاب يركزون على تسلسل الأحداث وينسون النهاية، رغم أن الهيكلة السليمة تتطلب تحديد البداية والنهاية منذ المراحل الأولى.
- “أزمة إلهام”: غياب القراءة الأدبية والاطلاع على الروايات (المغربية والعالمية) يُضعف خيال الكُتّاب ويحدّ من قدرتهم على صياغة حبكات متماسكة.
- “لغة الحوار السطحية”: بعض الحوارات كانت “غير موفقة” أو مبتذلة، مما أفقد الأعمال مصداقيتها.
وأضاف الطالب:
“القنوات تكرر اختيار نفس النمط من السيناريوهات ولا تخاطر بالتعاون مع كتاب جدد أو تجريب أفكار مختلفة. الحل هو خوض غمار الدراما التاريخية والأدبية لرفع المستوى.”
أخطاء تقنية ومواضيع مستهلكة تزيد الطين بلة
- “الدم المشروك”: انتُقد لـ”تكرار الحوارات” و”معالجة سطحية” لقضية سرقة الأبقار، بالإضافة إلى مشاهد “غير واقعية” (مثل ذبح امرأة لكبش)، والتي وُصفت بأنها “مستوحاة من السينما المصرية” ولا تعكس المجتمع المغربي.
- “جرح قديم”: أخطاء غير منطقية، مثل منح عائلة أوراق ابنة متوفية لطفلة غريبة دون إجراءات قانونية واضحة.
- “الشرقي والغربي”: فشل في جذب المشاهدين بسبب اعتماده على صراع العائلات، وهو موضوع “مستهلك” عبر مواسم رمضانية متتالية.
- “رحمة”: واجه انتقادات لـ”جرأة مشاهد غير مناسبة” للعرض العائلي في رمضان.
الكوميديا.. إخفاق متجدد
الأعمال الكوميدية لم تنجُ من سيل الانتقادات، حيث اتُهمت بالاعتماد على “كوميديا مهلهلة” و**”نكات غير مضحكة”**، مما أكد أزمة هذا النوع في السنوات الأخيرة.
المرأة بين “القوية” و”المظلومة”.. هل الدراما المغربية عاجزة عن تجسيد الواقع؟
رصد نقاد ونشطاء أن معظم الأعمال قدّمت صورة نمطية للمرأة، تارة كـ”بطلة قوية”وتارة كـ”ضحية”، في مقابل تصوير الرجل إما “مستبدًا” أو “ضعيف الشخصية”، مما يعكس “أزمة عمق” في معالجة القضايا الاجتماعية.
السؤال الأكبر: هل هناك أمل في التغيير؟
بينما يعترف النقاد بوجود “تطور نسبي” في الإنتاج المغربي بسبب المنافسة العربية، إلا أن العوائق تبقى كبيرة:
- الرقابة الذاتية: خوف الكُتّاب من تجاوز الخطوط الحمراء.
- غياب المغامرة: إصرار القنوات على الأعمال الآمنة والمضمونة تجاريًا.
- ضعف الاستثمار في الكتابة: عدم الاهتمام بتطوير السيناريوهات قبل التصوير.
يبدو أن دراما رمضان المغربية تحتاج إلى “ثورة إبداعية” حقيقية، لأن الجمهور لم يعد يقبل بـ”نهايات مفككة”وأعمال تكرر نفس الأخطاء كل عام”!