أعلن قادة حلف شمال الأطلسي، في ختام قمتهم التي استضافتها مدينة لاهاي الهولندية، عزم الدول الأعضاء على زيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما يعادل 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، في خطوة وُصفت بأنها الأضخم منذ نهاية الحرب الباردة.
البيان الختامي للقمة، التي عقدت الأربعاء، أكد أن هذه الزيادة تمثل استجابة مباشرة لما وصفه الحلف بـ”التهديدات الأمنية المتصاعدة”، وعلى رأسها التهديد المستمر من روسيا التي اعتُبرت “خطراً طويل الأمد” على أمن الدول الأعضاء. كما جدد البيان التأكيد على مبدأ الدفاع الجماعي، مشيرًا إلى أن أي اعتداء على دولة عضو سيُعامل على أنه اعتداء على الحلف بأكمله.
تقسيم استراتيجي للنفقات: دفاع أساسي وأمن داخلي
التعهد الجديد لا يقتصر على الإنفاق العسكري التقليدي، بل يشمل توزيعًا دقيقًا للموارد. فقد التزمت الدول الأعضاء بتخصيص 3.5% من ناتجها المحلي لتمويل الاحتياجات الدفاعية الأساسية، إلى جانب 1.5% إضافية لدعم الأمن الداخلي، بما يشمل حماية البنى التحتية الحيوية وتوسيع القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف.
الزعماء أكدوا أن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة “طيف واسع من التهديدات”، من بينها التحديات الإلكترونية والإرهاب، إلى جانب “العدوان الروسي المستمر”، حسب تعبير البيان.
دعم متواصل لأوكرانيا ضمن استراتيجية الردع
ضمن محور رئيسي في القمة، شدد الحلف على استمرار دعمه السياسي والعسكري لأوكرانيا في مواجهتها مع موسكو. وفي الإعلان المشترك الذي وقّعت عليه الدول الـ32 الأعضاء، جرى التأكيد على أن أمن أوكرانيا يشكل جزءًا لا يتجزأ من أمن الحلف الجماعي.
وجاء في الإعلان: “الحلفاء يجددون التزاماتهم السيادية في توفير الدعم لأوكرانيا، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن استقرار كييف ينعكس مباشرة على أمن القارة الأوروبية”.
ترامب يصف القمة بـ”الناجحة”.. ويطالب بتقاسم عادل للعبء
من جهته، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ارتياحه لمخرجات القمة، واصفاً إياها بأنها “رائعة” و”نجاح كبير”، خلال لقائه برئيس الوزراء الهولندي ديك شوف على هامش القمة. ترامب كشف أن ميزانية الحلف ستشهد زيادة سنوية تفوق التريليون دولار، مشيرًا إلى أن “معظم دول الناتو” قد سرعت بالفعل خططها لبلوغ هدف الإنفاق الدفاعي المحدد بـ5%.
كما أعاد ترامب تسليط الضوء على التفاوت في المساهمات الدفاعية بين الولايات المتحدة وبقية الحلفاء، معتبراً أن واشنطن تتحمل “عبئًا غير منصف”، لكنه أبدى ارتياحه للاتجاه الجديد قائلاً إن هذه الزيادة تمثل “مكسباً كبيراً” للولايات المتحدة.