في خضم التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، وجه مجلس القيادة الرئاسي اليمني تحذيرًا شديد اللهجة للحوثيين من مغبة الانخراط في هذا الصراع الإقليمي، معتبرًا أن تدخلهم قد يقود البلاد إلى تداعيات كارثية على المستويات الأمنية والاقتصادية والإنسانية.
اجتماع أزمة في عدن
عقد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي اجتماعًا طارئًا في العاصمة المؤقتة عدن، ضم لجنة إدارة الأزمات وعددًا من المسؤولين الحكوميين، لبحث تطورات الموقف الإقليمي وسبل تحصين اليمن من الانزلاق إلى مواجهة لا طاقة له بها.
عواقب وخيمة
أكد المجلس أن استمرار الحوثيين في إطلاق عمليات عسكرية من الأراضي اليمنية بزعم “إسناد غزة” يهدد بتعقيد الأوضاع الداخلية، وزيادة عسكرة الممرات المائية، وتعريض الأمن الغذائي ومصادر المعيشة للخطر، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.
تحميل الحوثيين المسؤولية
حمّل مجلس القيادة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات ناتجة عن “أعمال متهورة”، قد تجعل اليمن ساحة إضافية لحرب الآخرين، مؤكدًا أن الشعب اليمني لا يجب أن يدفع ثمن أجندات لا تمثله ولا تخدم مصالحه الوطنية.
في المقابل.. الحوثيون يتوعدون
في رد مباشر، أعلن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي للحوثيين، استمرار العمليات ضد إسرائيل، في تصعيد لافت يُظهر إصرار الجماعة على الانخراط في التوترات الإقليمية، ما يضع البلاد أمام مزيد من الغموض والمخاطر.
نداء للاستقرار
التقرير الصادر عن الاجتماع شدد على ضرورة التزام جميع القوى السياسية في اليمن بتجنيب البلاد ويلات الحرب، وتكثيف الجهود للحفاظ على السلم الأهلي، ووقف التدهور الاقتصادي والمعيشي، في ظل واقع إقليمي مضطرب ومفتوح على كل الاحتمالات.
وبين تصعيد الحوثيين وتحذيرات الرئاسي، يقف اليمن على مفترق طرق جديد، عنوانه: إما الاستقرار النسبي رغم الأزمات، أو الانجرار إلى صراع إقليمي قد يبدد ما تبقى من آمال التعافي.