أعلنت اللجنة الأمنية العليا في اليمن، الأحد، عن تفكيك شبكة إرهابية معقدة البنية، تضم عناصر مرتبطة بجماعة الحوثي، وتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، في واحدة من أوسع الحملات الأمنية التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية.
جاء الإعلان خلال اجتماع اللجنة الأمنية بالعاصمة المؤقتة عدن، برئاسة رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وبحضور رئيس الوزراء سالم بن بريك، وعدد من الوزراء، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ومحافظَي عدن وتعز.
وأكدت اللجنة أن الجهود الاستخباراتية والرصد الأمني الدقيق أفضت إلى ضبط خلايا متورطة في عمليات تخريبية، واغتيالات استهدفت شخصيات سياسية وأممية، وكشفت عن تنسيق وثيق بين الجماعات المتطرفة والحوثيين.
خلية يقودها عسكري سابق
وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، كشفت التحقيقات أن الشبكة كانت تُدار من قبل العقيد السابق أمجد خالد، القائد السابق للواء النقل، الذي ثبت ارتباطه بقيادات حوثية بارزة، من بينها محمد عبد الكريم الغماري وعبد القادر الشامي، وهما من كبار مهندسي العمل الاستخباراتي لدى الجماعة.
وأوضحت اللجنة أن عناصر الشبكة متورطون في اغتيال مؤيد حميدي، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز، إلى جانب تفجير موكب محافظ عدن أحمد حامد لملس في أكتوبر 2021، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل عدد من مرافقيه.
معامل متفجرات داخل منازل سكنية
وأسفرت الحملة الأمنية عن ضبط معامل لصناعة المتفجرات، ومعدات تجهيز سيارات مفخخة، فضلاً عن عبوات ناسفة وألغام متنوعة تم تخزينها داخل منازل في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، التي اعتُبرت وكرًا رئيسيًا لعناصر الشبكة.
كما أظهرت الأدلة المصادرة أن الخلية استخدمت وسائل توثيق مرئي لعمليات الاغتيال والتصفيات، وزودت الحوثيين بإحداثيات ومعلومات أمنية دقيقة، ضمن مخطط واسع يهدف إلى إسقاط مدن من الداخل، وإرباك القوات الشرعية.
هجمات واغتيالات ممنهجة
أشارت اللجنة الأمنية إلى أن الشبكة الإرهابية مسؤولة أيضاً عن سلسلة اغتيالات واختطافات وإخفاء قسري استهدفت قيادات أمنية، وشخصيات دينية واجتماعية، ومحققين في محافظات عدن ولحج وتعز والبيضاء.
وأكدت التحقيقات تورطها في محاولات فاشلة لاغتيال قيادات عسكرية، وسلسلة تفجيرات موجهة ضد وحدات رسمية، بما يشير إلى طبيعة عملها “الهجينة” بين التمرد المسلح والإرهاب التخريبي.
إشادة رسمية وتحذير من التهاون
أشادت اللجنة الأمنية العليا بالدور المحوري الذي قامت به السلطات المحلية والأمنية في تعز، وخاصة محافظ المحافظة، وقائد محور طور الباحة، ومدير الشمايتين، مؤكدة أن الحملة الأمنية تمثل “نموذجًا للتنسيق الميداني الناجح”.
في المقابل، وجهت اللجنة تحذيرًا شديد اللهجة من خطورة التعامل أو التستر أو التهاون مع العناصر الإرهابية تحت أي ذريعة، مشددة على ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني، وحماية الجبهة الداخلية، ورفع درجات الجاهزية القصوى لمواجهة التهديدات.
تحرك دولي لملاحقة الفارّين
أكدت اللجنة أن السلطات اليمنية تواصل تنسيقها مع دول شقيقة وصديقة، إلى جانب منظمة الإنتربول الدولي، لملاحقة وضبط المطلوبين الفارّين خارج البلاد، بهدف استردادهم ومحاكمتهم على الجرائم المرتكبة، وفي مقدمتها الإرهاب، والتخابر، والتخريب المنظّم.
وأوضحت اللجنة أن اليمن يقف اليوم أمام تحدٍّ مصيري، يتطلب أعلى درجات اليقظة والتكاتف، لإفشال المخطط الحوثي الذي وصفته بـ”المدعوم إيرانياً”، والذي يسعى لإغراق البلاد بالفوضى، وضرب مؤسسات الدولة من الداخل.
وتعد حرب اليمن لم تعد فقط في الجبهات… بل أصبحت أيضاً معركة استخبارات ومخططات سرية، تحاك في الظل لضرب الاستقرار الهش” — بحسب ما خلص إليه الاجتماع الأمني.