في أسبوع جديد من العمل الميداني المكثف، أعلن مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عن انتزاع 1139 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة خلال الأسبوع الأول من يونيو الجاري، ضمن جهوده المستمرة لتأمين حياة المدنيين في اليمن.
حصيلة ميدانية مفصلة
شملت الألغام التي تم انتزاعها: لغمًا واحدًا مضادًا للأفراد، و56 لغماً مضادًا للدبابات، و1080 ذخيرة غير منفجرة، وعبوتين ناسفتين، في مناطق متفرقة من اليمن.
وجاءت محافظة عدن في صدارة المناطق من حيث عدد الذخائر المنزوعة بـ1016 ذخيرة، إلى جانب 3 ألغام مضادة للدبابات، كما شهدت محافظة مأرب نزع 53 لغماً مضاداً للدبابات، بينما نُزعت 25 ذخيرة غير منفجرة في مديرية موزع بمحافظة تعز.
إنجاز تراكمي يلامس نصف مليون
بهذه الحصيلة، يرتفع إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق مشروع “مسام” في اليمن إلى 498,683 لغماً وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، زرعت بطريقة عشوائية وخبيثة في الأحياء السكنية، والمزارع، والطرقات، مما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا، معظمهم من الأطفال والنساء.
مشروع إنساني برؤية سعودية
يندرج مشروع “مسام” ضمن المبادرات الإنسانية الكبرى التي أطلقتها المملكة العربية السعودية ممثلةً بمركز الملك سلمان للإغاثة، بهدف حماية أرواح الأبرياء وإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة.
ويُعد المشروع من أبرز البرامج الدولية المتخصصة في نزع الألغام، سواء من حيث التدريب الفني أو الاستجابة الطارئة.
ألغام بلا تمييز.. والمدنيون هم الضحية الأولى
في ظل النزاع المستمر، تُزرع الألغام في اليمن بشكل عشوائي دون خرائط أو مؤشرات واضحة، ما يجعل من المدنيين، خصوصاً الأطفال، وقوداً مباشراً لهذا التهديد القاتل.
وتُظهر تقارير محلية ودولية أن الغالبية العظمى من ضحايا الألغام لا ينتمون لأي طرف عسكري، بل هم من القرويين والرعاة والمزارعين.
التحديات اللوجستية: تضاريس معقدة ومخاطر يومية
تواجه فرق “مسام” تحديات كبيرة تتعلق بالطبيعة الجغرافية المعقدة في اليمن، إضافة إلى غياب بيانات دقيقة حول أماكن زراعة الألغام.
ويعمل الفريق في بيئة محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن لأي خطوة خاطئة أن تكون الأخيرة. ومع ذلك، فإن العاملين في المشروع يواصلون مهامهم بشجاعة وتفانٍ نادر.
أثر نفسي طويل الأمد على السكان
إلى جانب الخطر الجسدي، تترك الألغام أثراً نفسياً عميقاً على سكان المناطق المتضررة، الذين يعيشون حالة دائمة من القلق وعدم الأمان، ويخشون عودة أطفالهم إلى المدارس أو الخروج للرعي أو الزراعة. ويأمل السكان أن تُسرّع الجهود الجارية عملية تطهير مناطقهم بالكامل.
رسالة “مسام”: من الحرب إلى الحياة
لا يقتصر عمل “مسام” على نزع الألغام فقط، بل يحمل المشروع رسالة أمل ومصالحة مع الحياة، إذ يساعد في إعادة إعمار المجتمع من جديد.
وبتأمين الطرق والمدارس والمنازل، تعود عجلة الحياة للدوران من جديد في القرى والمدن المنكوبة.