دوت أصوات انفجارات فجر اليوم السبت، في العاصمة الإيرانية طهران وأصفهان، إثر سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت مواقع حساسة من بينها منشأة أصفهان النووية.
وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن الدفاعات الجوية أطلقت النيران في شرق وغرب العاصمة، بينما أشارت تقارير إسرائيلية إلى ضرب بنى تحتية لتخزين وإطلاق الصواريخ.
طهران تؤكد سلامة المنشآت النووية وتدعو إلى التهدئة
سارع المسؤولون الإيرانيون إلى نفي وقوع أضرار جسيمة أو تسرب إشعاعي من منشأة أصفهان النووية، وأعلن نائب محافظ أصفهان أن الهجوم لم يُخلّف إصابات، مؤكدًا أن أصوات الانفجارات نتجت عن أنشطة دفاعية فقط، مطالبًا السكان بعدم القلق.
في السياق ذاته، أطلقت السلطات الإيرانية حملة واسعة لاعتقال متعاونين محتملين مع إسرائيل.
وأعلنت وكالة مهر أن أجهزة الأمن ألقت القبض على 22 شخصًا في قم منذ بدء الهجوم، على خلفية اتهامات بالتجسس لصالح الموساد وبث الشائعات. وسبق ذلك اعتقال عشرات آخرين ومواطن أوروبي بدعوى التجسس على مواقع حساسة.
تصعيد مستمر ومخاوف من اندلاع مواجهة شاملة
منذ 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل بدعم أميركي عملية واسعة أسمتها “الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها منشآت نووية ومواقع عسكرية في أصفهان ونطنز وبوشهر.
وأدت إلى مقتل قادة وعلماء إيرانيين. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة تجاه العمق الإسرائيلي، ما ينذر بتحوُّل التصعيد إلى صراع إقليمي أوسع.
ردود فعل دولية ومخاوف من امتداد النزاع
أعربت عدة دول، من بينها روسيا والصين وفرنسا، عن قلقها البالغ من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، داعية الطرفين إلى ضبط النفس وتفادي الانزلاق إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق.
وطالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقيق شفاف في الهجمات التي استهدفت المواقع النووية حفاظًا على أمن المنطقة.
تداعيات أمنية واقتصادية محتملة على المنطقة
يحذر خبراء من أن استمرار الهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب سيلقي بظلاله على أسواق النفط والطاقة العالمية، خصوصًا في ظل حساسية الممرات البحرية بالخليج.
وأكد خبراء اقتصاديون أن أي إغلاق محتمل لمضيق هرمز، الذي يمر عبره جزء كبير من صادرات النفط، سيتسبب بارتفاع كبير في الأسعار ويؤثر على الاقتصاد العالمي.
تعيش المدن الإيرانية أجواء من الحذر والترقب، إذ كثّفت قوات الأمن من انتشارها في المواقع الحيوية وأماكن التجمعات العامة تحسبًا لأي طارئ.
وفي الأثناء، دعت السلطات المواطنين إلى توخّي الحيطة وعدم الانسياق وراء الشائعات، بينما عبّر عدد من السكان المحليين عن قلقهم من أن تؤدي موجة التصعيد إلى زعزعة الاستقرار الداخلي على المدى القريب.