تستعد حاملة الطائرات البريطانية “إتش إم إس برينس أوف ويلز”، العملاق البحري والقطعة الأبرز في الأسطول الملكي البريطاني، للانطلاق من بريطانيا في مهمة بحرية استراتيجية طويلة الأمد نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وستقود الحاملة، التي تزن 65 ألف طن، قوة هجومية بحرية متعددة الجنسيات، في خطوة يُنظر إليها على أنها رسالة قوية تؤكد جدية الدول المشاركة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.
ومن المقرر أن تبدأ الرحلة التي تستغرق ثمانية أشهر من ميناء بورتسموث يوم الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يحتشد الآلاف من الأسر والمؤيدين لتوديع السفينة الحربية الرئيسية والمدمرة المرافقة لها “إتش إم إس دونتلس”. وستنضم إلى هذه القوة سفينتان حربيتان من النرويج، بالإضافة إلى فرقاطات بريطانية وكندية ستنطلق لاحقاً من ميناء بليموث، لتشكل بذلك نواة قوة بحرية ضاربة.
وتهدف هذه المهمة، التي تحمل اسم “عملية هايماست”، إلى إجراء سلسلة من التدريبات والعمليات المشتركة، بالإضافة إلى القيام بزيارات دبلوماسية إلى ما يقرب من أربعين دولة تمتد عبر البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وصولاً إلى اليابان وأستراليا. ويُعد هذا الانتشار الواسع النطاق استعراضاً للقوة البحرية المشتركة وقدرتها على العمل في مناطق جغرافية متنوعة وبعيدة عن قواعدها الأم.
وستكتمل المجموعة البحرية الهجومية “سي إس جي” بانضمام سفينة الدعم اللوجستي “آر إف إيه تايدسبرينغ” التابعة للبحرية الملكية، ومن المتوقع أن تنضم سفن ودول أخرى إلى العملية خلال مراحلها المختلفة. كما ستلتحق بحاملة الطائرات في الأيام التي تلي الانطلاق سرب يضم ثماني عشرة طائرة مقاتلة بريطانية متطورة من طراز “إف 35 بي”، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد إلى أربع وعشرين طائرة خلال فترة المهمة، مما يعزز القدرة الهجومية والدفاعية للقوة.
إلى جانب الطائرات المقاتلة، ستضم التشكيلة البحرية أيضاً مجموعة متنوعة من المروحيات والطائرات المسيّرة، مما يوفر قدرات استطلاع ومراقبة ودعم إضافية للعمليات المشتركة.