في تطور خطير، دخلت المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران يومها الحادي عشر، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه لموقع فوردو النووي الإيراني، ما دفع شركات الطيران إلى تعليق وإلغاء رحلاتها الجوية العابرة للمجال الجوي الإيراني، وسط أجواء من التوتر المتصاعد على المستوى الإقليمي والدولي.
ضربة إسرائيلية موجعة على موقع فوردو النووي
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو شنّ سلسلة من الغارات المكثفة على موقع فوردو النووي، الذي يُعدّ من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصينًا وأهمية استراتيجية.
وأوضح المتحدث أن الاستهداف تمّ بدقة كبيرة لمنع إيران من تطوير قدراتها النووية، مؤكدًا أن ذلك جاء ردًا على تهديدات إيرانية مستمرة بشن هجمات على إسرائيل.
إيران تتوعد بردٍ مزلزل وواشنطن تحت المجهر
في المقابل، توعدت طهران برد “مزلزل” على العدوان الإسرائيلي، محمّلة الولايات المتحدة مسؤولية ما أسمته “الدعم المطلق لسياسات تل أبيب العدوانية”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الهجوم لن يمرّ دون عقاب، وإن كافة الخيارات باتت على الطاولة، فيما دعت القيادة الإيرانية شعبها إلى التكاتف استعدادًا للمرحلة المقبلة.
في أول تعليق له على التصعيد، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تنظر بجدية إلى “فرصة تاريخية لتغيير النظام الإيراني”.
وأكد ترامب أن الإدارة الأمريكية الحالية أضاعت فرصًا ثمينة لكبح جماح طهران، مضيفًا أن استمرار سياسات الاسترضاء لن يجلب الأمن للمنطقة.
شلل جوي بسبب التصعيد العسكري
أدى التصعيد إلى إرباك حركة الطيران الإقليمية، حيث أعلنت شركات طيران دولية إلغاء وتأجيل عشرات الرحلات الجوية العابرة للمجال الإيراني.
وأكدت سلطات الطيران أن الإجراءات احترازية وتهدف لضمان سلامة الركاب، بينما تسود حالة من القلق لدى المسافرين وشركات السياحة من التداعيات الاقتصادية لهذه التطورات.
في السياق ذاته، دعت الأمم المتحدة والقوى الدولية كافة الأطراف إلى ضبط النفس والحيلولة دون توسيع دائرة المواجهة، محذرة من أن استمرار التصعيد يهدد بتحول النزاع إلى صراع إقليمي واسع النطاق.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من تداعيات ضرب المنشآت النووية، مشددًا على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي لتجنيب المنطقة كارثة محتملة.
إلى أين تتجه الأزمة؟
في ظل استمرار التصعيد وتبادل التهديدات بين الطرفين، يبقى التساؤل الأبرز يدور حول مصير المنطقة التي تقف على شفا مواجهة أوسع وأعنف، خصوصًا مع حديث إسرائيلي وأمريكي صريح عن ضرورة “كبح إيران” عسكريًا، مقابل إصرار إيراني على المواجهة مهما كان الثمن.
وتؤكد التطورات المتسارعة أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة من النزاع، وسط آمال بأن تتغلب أصوات الحكمة على طبول الحرب المتسارعة في الشرق الأوسط.