في تطور يسلّط الضوء على استمرار آثار الحرب رغم وقف إطلاق النار، قُتل عنصران من «الحرس الثوري» الإيراني، أمس الأحد، أثناء تفكيك متفجرات في مدينة خرم آباد غربي البلاد، بحسب ما نقلته وكالة «تسنيم» عن بيان رسمي للحرس.
وذكر البيان أن العنصرين كانا يعملان على تنظيف منطقة متأثرة بالقصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، التي اندلعت في 13 يونيو (حزيران) الماضي، قبل أن تُعلن الهدنة بين طهران وتل أبيب في 24 من الشهر ذاته.
غارات مدمرة وخسائر بشرية
الحرب التي شنتها إسرائيل تحت مبرر منع إيران من امتلاك سلاح نووي – وهو ما دأبت طهران على نفيه – أسفرت عن مقتل مئات الإيرانيين، من بينهم قيادات عسكرية وعلماء بارزون في البرنامج النووي.
وبحسب تصريحات رسمية صادرة عن السلطة القضائية الإيرانية، فإن عدد ضحايا الحرب بلغ 936 قتيلاً على الأقل، وسط أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية والمناطق العسكرية والمدنية.
بعد إعلان وقف إطلاق النار، بدأت إيران العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية. وأعادت السلطات، الخميس الماضي، فتح المجال الجوي بالكامل بعد إغلاق استمر منذ اليوم الأول للحرب.
وفي مشهد لافت، ظهر المرشد الأعلى علي خامنئي علناً للمرة الأولى منذ الهدنة، خلال مشاركته في مراسم دينية السبت بالعاصمة طهران، في ظهور أحيط بمراقبة سياسية وإعلامية مكثفة.
ألغام الحرب.. تهديد مؤجل
مقتل عنصري «الحرس الثوري» يسلط الضوء على الخطر المستمر الذي تشكّله الذخائر غير المنفجرة والمتفجرات المنتشرة في مواقع القصف، ما يعكس أن الحرب لا تنتهي فعلياً بانتهاء إطلاق النار، بل تستمر آثارها في تهديد أرواح المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وتطرح هذه الحادثة أسئلة حساسة حول مدى جاهزية أجهزة الطوارئ الإيرانية للتعامل مع هذه المخلفات القاتلة، وسط غياب إعلان رسمي عن خطة تفصيلية للتطهير الكامل للمناطق المستهدفة.
الهدوء لا يعني الأمان
رغم عودة الهدوء إلى الجبهة الإيرانية – الإسرائيلية، فإن المشهد لا يزال مشحوناً بالمخاطر. فـمخلفات القصف لا تزال تحصد أرواح الإيرانيين بصمت، في ظل تعقيدات سياسية وأمنية مفتوحة على احتمالات التصعيد في أي لحظة.