في تصريحات حصرية نقلتها مجلة نيوزويك، أكد مصدر في جماعة “الحوثيين”، أن الجماعة في حالة تأهب قصوى، وتواصل تصعيد عملياتها ضد “الكيان الصهيوني”، في سياق دعمها المعلن للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وأوضح المصدر أن الجماعة ترى في إسرائيل “التهديد الأمني الأول للمنطقة”، مشيرًا إلى أن “أي تصعيد أميركي ضد إيران أو ضدنا سيجر المنطقة بأسرها إلى هاوية حرب مدمرة”، بحسب تعبيره.
رسائل إلى واشنطن: لا تخدموا إسرائيل على حساب استقرار المنطقة
المسؤول الحوثي وجه تحذيرًا مباشرًا للولايات المتحدة، معتبرا أن “ليس من مصلحة الشعب الأميركي التورط في حرب جديدة خدمة للكيان الصهيوني”، مضيفًا: “لا يحق لواشنطن مهاجمة دول المنطقة خدمة لتل أبيب”.
يأتي هذا الموقف الحوثي بعد تقارير عن تحركات أميركية احترازية في المنطقة، في مقدمتها إجلاء الموظفين المدنيين من عدة دول عربية، من بينها العراق والبحرين والكويت، تحسبًا لتصعيد عسكري واسع.
مؤشرات على التصعيد: إجلاء أميركي وتحذيرات من ضربة ضد إيران
ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مسؤول أميركي، أن وزير الدفاع بيت هيغسيث وافق على “المغادرة الطوعية” لأُسر العسكريين في الشرق الأوسط، بينما ذكرت واشنطن بوست أن هذه التحركات جاءت استعدادًا لاحتمال تنفيذ ضربة إسرائيلية وشيكة ضد إيران.
في الوقت ذاته، جدد وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده تحذيره من أي عمل عسكري، مؤكدًا: “لدينا القدرة على استهداف جميع القواعد الأميركية في المنطقة دون تردد”.
اليمن في قلب المعركة: ضربات إسرائيلية وتوترات بحرية
شهدت الأيام الماضية تصعيدًا في البحر الأحمر، حيث شن الجيش الإسرائيلي هجومًا بحريًا على الحديدة غرب اليمن، في أعقاب اعتراضه لصاروخ أطلق من الأراضي اليمنية.
هذا التصعيد جاء بعد إعلان أميركي سابق بوقف الضربات على اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن، وهو الاتفاق الذي رفض الحوثيون تفسيره بأنه يشمل وقف استهداف إسرائيل، ما دفعهم لمواصلة الهجمات على أهداف إسرائيلية دعما لغزة.
خبراء يحذرون: المنطقة على شفا تصعيد شامل
يرى محللون أن تزامن التصعيد الحوثي مع فشل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، يزيد من احتمالات اندلاع مواجهة إقليمية شاملة، خاصة في ظل عدم وجود خطوط تهدئة واضحة بين الأطراف المتصارعة.
ويحذر الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور وليد نوفل، من أن “أي تحرك عسكري مفاجئ من إسرائيل أو أميركا ضد إيران، قد يُشعل سلسلة ردود أفعال من الحوثيين وحلفاء طهران في المنطقة، مما ينذر بخروج الأمور عن السيطرة”.
حرب غزة تتسع إقليميا.. والخطر يطرق أبواب الخليج
بين تصاعد الهجمات على إسرائيل، وإعلان الجاهزية في اليمن، وتحركات عسكرية أميركية في الخليج، يبدو أن المشهد الإقليمي يتجه نحو مزيد من التوتر والتعقيد، في ظل غياب أي حل دبلوماسي قريب للأزمة.