شهدت العاصمة الليبية “طرابلس” خلال الـ 48 ساعة الماضية، معارك واشتباكات بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وعناصر من “جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب”، وسط تحذيرات محلية ودولية من تداعيات خطيرة على المدنيين والسلم الاجتماعي، لكن أدت هذه الاشتباكات إلى وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين.
ضحايا الاشتباكات
ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد قتل وأصيب العشرات خلال الاشتباكات، حيث تم تسجيل 450 إصابة وعدد من الوفيات، بينهم 328 إصابة و122 وفاة، في الوقت الذي دعت فيه الحكومة الليبية إلى وقف فوري لإطلاق النار وعودة الهدوء إلى العاصمة طرابلس، وحذرت الحكومة من زيادة لم الاشتباكات، التي يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الضحايا والخسائر المادية
عودة الهدوء
من جهتها، أعلنت مديرية أمن طرابلس، أن الأوضاع الأمنية في العاصمة في الساعات الأخيرة، مستقرة وتحت السيطرة، مع استمرار الأجهزة الأمنية في أداء مهامها بكفاءة.
وأكدت مديرية الأمن في بيان لها، إنه تم تكليف دوريات بتمركزات أمنية في مواقع حيوية لتعزيز الأمان وطمأنة المواطنين، ودعت المواطنين خاصة موظفي الدولة إلى العودة إلى أعمالهم والمساهمة في استعادة الحياة الطبيعية، مؤكدةً أن مركز الشرطة جاهز لاستقبال البلاغات والشكاوى على مدار الساعة.
هل ترحل حكومة الوحدة الوطنية؟
وكانت العاصمة طرابلس، قد شهدت تظاهرات حاشدة مساء أمس الأربعاء، مطالبة برحيل حكومة الوحدة الوطنية عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة، إلا أن المجلس العسكري بمصراتة، قد كشف في بيان له، أن الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكومة الدبيبة، بعضها مفتعل ومتحالف مع خليفة حفتر.
وذكر البيان: “المظاهرات في طرابلس مفتعلة وتقاد بأجندات مأجورة وإعلام موجه هدفه زعزعة الأمن”، متابعا: “نستغرب خروج هذه التظاهرات التي تنتقد التخلص من الكيانات التي روعت الآمنين في ليبيا الخارجة عن القانون”.
وتابع المجلس: “نرفض أي مزايدات تمارس من أي مدينة أو كيان على مدينة مصراتة التي تصدت في السابق لحفتر، وستلبي نداء الواجب مرارًا، وستقدم أبنائها فداء لليبيا”، مردفا: “نحن نعرف من يقف وراء هذه الإشاعات المغرضة ضد أهل مصراتة، وندين صمت الكثير من الأحرار في طرابلس التي يظهر فيها بعض المأجورين وهم يرغبون لعودة المجرم حفتر”.
واختتم المجلس بيانه بالتأكيد على أن هذا الصمت غير المبرر يعد تواطؤ ضمني مع مشاريع الردة وكل ما تحقق من مكتسبات فبراير”.
قلق دولي
فيما أعربت سفارات كل من فرنسا ألمانيا إيطاليا المملكة المتحدة والولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء التصعيد الأمني الأخير في العاصمة طرابلس، وذلك في بيان مشترك صدر اليوم، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.
ودعت السفارات الخمس السلطات الليبية إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين وضمان أمنهم، مشددة على أن استعادة الهدوء بشكل فوري يُعد خطوة أساسية تصب في مصلحة جميع أبناء الشعب الليبي.
كما رحبت الدول الموقعة على البيان بالتقارير التي أفادت بتوصل أطراف النزاع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدة على ضرورة الالتزام الكامل به دون قيد أو شرط، حفاظًا على الاستقرار وتفادي انزلاق البلاد نحو موجة جديدة من العنف.