شكل الحوثيون خلال الفترة الأخيرة، خطرا كبيرا على إسرائيل، حيث قاموا بقصف مطارات ومناطق مختلفة في تل أبيب بصواريخ وطائرات مسيرة. وقد أدى ذلك إلى توتر الأجواء وتصعيد في الصراع بين الطرفين.
قصف مطار بن غوريون
وأطلق الحوثيون صاروخًا باتجاه مطار بن غوريون، مما أدى إلى تعليق حركة الإقلاع والهبوط في المطار مؤقتًا.
كما استهدف الحوثيون مناطق أخرى في إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيرة، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية وبشرية.
الرد الإسرائيلي
وردا على ذلك، شنت إسرائيل ضربات جوية على مواقع حوثية في اليمن، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين، وأصدرت إسرائيل تحذيرات إلى الحوثيين بوقف الهجمات، مهددة بالتصعيد العسكري إذا لم يتوقفوا عن استهداف الأراضي الإسرائيلية، ولكن لا يزال الحوثيون يشكلون تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، حيث يمكن أن يستأنفوا هجماتهم في أي لحظة.
حملة أمريكية مضادة
بعد فشل إسرائيل في ردعهم، تدخلت أمريكا، حيث كشفت مصادر استخباراتية أميركية أن الحملة العسكرية المكثفة التي شنتها واشنطن ضد الحوثيين في اليمن على مدى 7 أسابيع، كانت العامل الحاسم في دفع الجماعة نحو التهدئة، بعد أن تعرضت لهجمات أنهكت قدراتها اللوجستية والعسكرية.
وكانت الجماعة قد بدأت بإرسال إشارات بحث عن حل عبر وسطاء إقليميين، عقب تصاعد وتيرة الضربات الأميركية، خاصة بعد ضربة وصفت بـ”الموجعة” استهدفت ميناء رأس عيسى وخلفت عشرات القتلى، وشكّلت نقطة تحول في موقف الحوثيين.
وكشفت واشنطن أنها تلقّت هذه الإشارات بجدية، لتبدأ على الفور اتصالات غير مباشرة، تزامنت مع تحركات دبلوماسية للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في المنطقة.
وأسفرت الجهود عن التوصل إلى “اتفاق إطار” أنهى العمليات العسكرية في السادس من مايو، وأعلن على إثره الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار، واصفاً إياه بـ”الانتصار”.
دور إيران
ولعبت إيران، دورا محوريا في دفع الحوثيين نحو القبول بالتهدئة، وذلك ضمن مسعى لخفض التصعيد الإقليمي وحماية مسار المفاوضات النووية بينها وبين واشنطن من أي ضربة محتملة.
وفي السياق ذاته، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، نجاح الحملة في تحقيق أهدافها باستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدة أن العمليات توقفت بعد “استسلام الحوثيين”، حسب ما صرّحت به دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للوضع في اليمن.
ورغم التهدئة المعلنة، لا تزال المخاوف قائمة من انتكاسة محتملة، في ظل استمرار الحوثيين في استهداف مواقع إسرائيلية بصواريخ ومسيرات، ما يثير تساؤلات حول مدى الفشل الإسرائيلي في صد هجمات الحوثيين واللجوء إلى الحل الأمريكي لتحقيق الهدف.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن عن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه مطار بن غوريون، في تصعيد جديد يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها إسرائيل في مواجهة هجمات الحوثيين، رغم الضربات الجوية المكثفة التي استهدفت صنعاء ومواقع أخرى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة الإقلاع والهبوط في المطار تم تعليقها مؤقتاً كإجراء احترازي، في حين أصدرت إسرائيل تحذيراً بإخلاء ثلاثة موانئ يمنية تحسباً لأي تهديدات إضافية.
تصعيد مستمر!
وأكدت إسرائيل أن الجيش الإسرائيلي يتبع استراتيجية تصعيد تدريجية في التعامل مع الحوثيين، قائلاً: “إذا لم يتوقفوا عن إطلاق الصواريخ، فإن الرد الإسرائيلي سيكون أكثر قسوة وبشكل غير مسبوق”، مشدداً على أن “كل شيء سيتم في الوقت المناسب”.
ورغم قوة هذه التصريحات إلا أنها تكشف مدى الفشل الإسرائيلي في صد هجمات الحوثيين.