في أول رد فعل له على مطالبة جنود سلاح الجو الإسرائيلي على وقف الحرب على غزة، وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العرائض التي وقعها الجنود بأنها تكتب من قبل «مجموعة صغيرة من الحشائش الضارة»، مهددا بطردهم.
وقال «نتنياهو» في منشور على منصة «إكس»: «نفس الرسائل مرة أخرى مرة نيابة عن الطيارين، ومرة نيابة عن قدامى المحاربين في البحرية، ومرة نيابة عن آخرين».
حشائش ضارة؟
وذكر أن «الجمهور لم يعد يصدق أكاذيبهم الدعائية التي ترددها وسائل الإعلام»، مدعيا أن «هذه الرسائل لم تكتب باسم جنودنا الأبطال، لقد تم كتابتها من قبل مجموعة صغيرة من الحشائش الضارة، التي تديرها منظمات غير حكومية ممولة من الخارج بهدف واحد – الإطاحة بالحكومة اليمينية».
وتابع رئيس وزراء الاحتلال: «هذا ليس التوجه العام، إنها مجموعة صغيرة، صاخبة، فوضوية، ومنفصلة عن بعضها البعض من المتقاعدين.. الغالبية العظمى منهم لم يخدموا حتى لسنوات”، مضيفا: “تحاول هذه الأعشاب الضارة إضعاف دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي، وتشجع عدونا على إيذائنا».
رسالة ضعف
واختتم: «لقد أرسلوا بالفعل إلى عدونا رسالة ضعف مرة واحدة، ولا يمكنهم فعل ذلك مرة أخرى. لقد تعلم مواطنو إسرائيل الدرس الرفض هو الرفض، بغض النظر عن الاسم القذر الذي يطلقونه عليه”، محذرا من أن “أي شخص يشجع على الرفض سيتم طرده فورا».
وكان المئات من جنود الاحتياط والضباط المتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي، قد وقعوا على رسالة يوم الخميس يحثون فيها الحكومة الإسرائيلية على الموافقة على صفقة مع حماس لإعادة الرهائن، حتى لو كان الثمن وقف الحرب في غزة.
وكشفت الرسالة، التي وقّعها نحو ألف شخص، من بينهم رئيس أركان سابق وقادة عسكريون كبار سابقون، عن انقسام متزايد في الجيش الإسرائيلي حول أسلوب إدارة الحرب. وكان سلاح الجو الإسرائيلي جزءًا أساسيًا من جهود إسرائيل في غزة، حيث شنّ غاراتٍ دمّرت أجزاءً كبيرةً من القطاع وخلّفت آلاف القتلى.
وعكس هذا النداء قلقًا متزايدًا بشأن مصير الرهائن بعد انهيار وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس في منتصف مارس/آذار، ظل الرهائن في أسر مسلحين في غزة لأكثر من 18 شهرًا.
وأثارت الرسالة على الفور توبيخًا من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قال إن “التصريحات التي تضعف قوات الدفاع الإسرائيلية وتقوي عدونا أثناء الحرب” “لا تُغتفر”.
تسريح الجنود
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر تسريح جنود الاحتياط العاملين الذين وقّعوا على الرسالة، مع أنه من غير المتوقع أن يكون عدد الذين سيتم تسريحهم كبيرًا. وأوضح الجيش أن معظم الموقعين على القائمة ليسوا عاملين. ولم يتضح توقيت عمليات التسريح.
ومثّلت الرسالة انتقادًا واسع النطاق وغير معتاد من جانب أفراد القوات الجوية لطريقة إدارة الحرب. وكان الجناح العسكري، على وجه الخصوص، صوتًا بارزًا في معارضة الحكومة.
وهدد طيارو القوات الجوية بالتوقف عن الخدمة في الجيش خلال الاحتجاجات التي اندلعت على مستوى البلاد في عام 2023 ضد جهود الحكومة المثيرة للانقسام بشدة والتي تهدف إلى الحد من سلطة المؤسسات، بما في ذلك المحكمة العليا، التي كانت تعمل بمثابة ضابط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.