أعادت السلطات الإيرانية، فتح مجالها الجوي فوق النصف الشرقي من البلاد، بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ الثلاثاء مع إسرائيل، منهية 12 يوماً من القصف المتبادل الذي أجبر طهران على تعليق حركة الملاحة الجوية فوق معظم أرجائها.
توقف مؤقت بسبب التصعيد العسكري
وكانت إيران أغلقت أجواءها الجوية بالكامل منذ 13 يونيو الجاري، على خلفية الهجمات الإسرائيلية على عدة مواقع داخل الجمهورية الإسلامية، تلاها ردٌّ إيراني بمسيرات وصواريخ أطلقت على أهداف داخل إسرائيل. وأدى ذلك إلى حالة من الشلل الجوي أثّرت على حركة الملاحة وأجبرت شركات الطيران على تعديل مساراتها.
فتح المجال الجوي فوق شرق البلاد
في تصريح نقلته وكالة “إرنا” الرسمية، قال المتحدث باسم وزارة النقل مجيد أخوان إن السلطات أعادت فتح الأجواء فوق النصف الشرقي من إيران، ما سيسمح للطائرات العابرة باستئناف رحلاتها الدولية، بالإضافة إلى الرحلات المحلية والدولية المتجهة من وإلى مطارات شرق البلاد.
وأكد أن من بين هذه المطارات مطار مشهد الذي تضرر جزئيًا جراء القصف الإسرائيلي لكنه عاود استقبال الطائرات.
قائمة بالمطارات المستأنفة
وأوضح أخوان أن قائمة المطارات التي استأنفت نشاطها شملت جابهار وزاهدان وجاسك، بعد أن خضعت لإجراءات أمنية مشددة، مضيفًا أن مطارات غرب ووسط البلاد، بما فيها مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، ستبقى مغلقة أمام الملاحة حتى إشعار آخر حرصًا على سلامة الركاب والطائرات.
ويرى خبراء أن فتح المجال الجوي فوق شرق إيران سيخفف من وطأة الخسائر الاقتصادية التي تكبدها قطاع الطيران الإيراني خلال فترة الإغلاق القسري، خصوصًا أن الممرات الجوية الإيرانية تعتبر ممرًا حيويًا للرحلات العابرة بين أوروبا وآسيا.
وأكد مراقبون أن استمرار إغلاق أجواء باقي البلاد مرتبط بمدى التزام الطرفين بالهدنة المعلنة وبقاء الوضع الأمني مستقرًا.
تطورات محتملة
في السياق ذاته، لم تُعلن السلطات الإيرانية جدولًا زمنيًا لإعادة تشغيل باقي مطارات البلاد، مكتفية بالتأكيد على مراقبة الوضع الأمني عن كثب والتنسيق مع الجهات الدولية، خاصة منظمة الطيران المدني الدولي، لضمان سلامة الركاب والطواقم الجوية.
بهذه الخطوة، تدخل إيران مرحلة جديدة من الحذر بعد أسابيع من التصعيد، على أمل أن يُسهم التزام الأطراف بوقف إطلاق النار في استعادة الحركة الطبيعية للأجواء، وتحقيق استقرار طال انتظاره.