شهدت الساحة الإقليمية خلال الأيام الماضية، تصعيدًا حادًا بين الحوثيين في اليمن وإسرائيل، بعد إطلاق الحوثيين 4 صواريخ استهدفت الأراضي الإسرائيلية، ما دفع تل أبيب إلى شن 4 غارات جوية مكثفة على مطار صنعاء الدولي، مستهدفة طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية ومنشآت حيوية تستخدمها الجماعة المسلحة.
الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء: هدف استراتيجي أم ردّ فعل محدود؟
أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن غاراتها على مطار صنعاء استهدفت “أهدافًا إرهابية تابعة للحوثيين”، منها طائرة كانت قيد الاستخدام لتنقل مسلحين وعتادًا، ما يعكس محاولات إسرائيلية لإضعاف البنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون لشن هجماتهم ضدها. وشارك في الهجوم حوالي 10 طائرات حربية في عملية متقنة.
تعتبر قدرة الحوثيين على إطلاق صواريخ بعيدة المدى نحو الأراضي الإسرائيلية مصدر قلق إقليمي ودولي، حيث استغلوا الدعم الإيراني والتقنيات المتقدمة نسبياً في تصنيع صواريخ باليستية وطائرات مسيرة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
استمرارية التهديد رغم الغارات الجوية
رغم تدمير أجزاء من البنية التحتية الحوثية في صنعاء، إلا أن الحوثيين يظهرون قدرة مستمرة على إعادة بناء شبكات إطلاق الصواريخ والتخطيط لهجمات جديدة، مما يشير إلى قوة تنظيمية ولوجستية تسمح لهم بالحفاظ على تهديدهم المباشر لإسرائيل.
يرى مراقبون أن الدعم الإيراني والتقني للحوثيين يشكل عمودًا فقريًا لقدرتهم على استهداف أهداف استراتيجية، حيث توفر هذه الدعم موارد متطورة تسمح لهم بتطوير ترسانتهم الصاروخية وتنفيذ عمليات معقدة رغم الضربات الجوية الإسرائيلية.
الاستراتيجية الحوثية: ضرب العمق الإسرائيلي لكسر الحصار النفسي
يرى الحوثيون في استهداف إسرائيل مباشرة رسالة ردع وتعبيرًا عن التضامن مع الفلسطينيين، في محاولة لكسر الحصار النفسي واستثارة الاهتمام الإقليمي والدولي بقضيتهم، مما يزيد من تعقيد الصراع في المنطقة.
رغم تقنيات الدفاع المتقدمة، تواجه إسرائيل صعوبة في منع كافة الهجمات الجوية القادمة من اليمن بسبب المسافة الطويلة، وإمكانات الحوثيين المتزايدة في تحسين دقة وإمكانية الوصول إلى أهداف بعيدة.
تدمير الموانئ اليمنية: محاولة لإيقاف تدفق الأسلحة
في سياق الردود الإسرائيلية، استهدفت الغارات منشآت في ميناءي الحديدة والصليف، حيث تتهم إسرائيل الحوثيين باستخدام هذه الموانئ في تهريب الأسلحة والعتاد العسكري، في محاولة لكسر سلسلة التوريد الصاروخي الحوثي.
رغم التركيز العسكري، تحمل الغارات الجوية الإسرائيلية تأثيرات إنسانية كبيرة، حيث تتضرر البنية التحتية المدنية والطيران المدني في اليمن، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين وسط صراع مستمر.
مخاطر التصعيد المستمر على الأمن الإقليمي
التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل يحمل مخاطر توسيع نطاق النزاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تدخّل قوى إقليمية ودولية، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة حساسة.
وسط هذه الأوضاع، يطالب خبراء ودبلوماسيون بضرورة فتح قنوات للحوار والتهدئة، لمنع انزلاق الصراع نحو مواجهة مفتوحة قد تؤثر على الأمن والسلم في المنطقة بأكملها.
معركة القدرات والقرار السياسي
تُظهر قدرة الحوثيين على استهداف إسرائيل بالرغم من الضربات الجوية المكثفة مدى تعقيد الصراع وعمق التداخلات الإقليمية. ولا تزال هذه المواجهة بين قوة صاروخية ناشئة وطرف دفاعي متقدم، تعتمد على التوازن بين القوة العسكرية والقرار السياسي لتفادي تصعيد أوسع يشعل المنطقة.