يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدياً كبيراً في التعامل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث تتسم المفاوضات بينهما بالتعقيد والمراوغة. هذا الأمر ليس جديداً، فقد سبق وأن واجه رؤساء أمريكيون آخرون صعوبات مماثلة في محاولاتهم للتوصل إلى اتفاقات مع روسيا.
وتعثرت محاولات إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم جولات النشاط الدبلوماسي المكثف. وقد أجرى ترامب مكالمات هاتفية مطولة مع بوتين وأرسل مبعوثه ستيف ويتكوف للقاء الزعيم الروسي، لكن هذه الاجتماعات لم تثمر عن اتفاق.
“فن التلاعب” الروسي يربك المفاوضين الأمريكيين
يستخدم بوتين تكتيكات تقليدية مثل المماطلة والمساومة والتأخير، مما يزيد من صعوبة المفاوضات. ويرى الخبراء أن بوتين يستغل خبرته في جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) للتلاعب بالمفاوضين الأمريكيين.
ويرى بوتين أن ترامب يرى العالم بطريقة مماثلة له، حيث يتكون من قوى عظمى تهيمن على الدول الأصغر. وقد استغل بوتين غرور ترامب في الماضي، كما حدث عندما سلمه كرة كأس العالم 2018.
ولم يكن ترامب أول رئيس أمريكي يواجه صعوبات في التعامل مع بوتين. فقد حاول رؤساء أمريكيون سابقون بناء علاقات جيدة مع روسيا، لكنهم فشلوا في ذلك. ويرى الخبراء أن السبب الرئيسي لهذه الإخفاقات هو عدم فهم الولايات المتحدة لروسيا وطريقة تفكيرها.
حاول جورج دبليو بوش بناء علاقة شخصية مع بوتين، لكن علاقتهما توترت لاحقًا. وحاولت إدارة أوباما جذب روسيا للتعاون من خلال الترحيب بها في المؤسسات العالمية، لكن هذا النهج لم ينجح أيضًا.
الولايات المتحدة وروسيا لا تفهمان بعضهما البعض
يرى الخبراء أن الولايات المتحدة وروسيا لا تفهمان بعضهما البعض، وأن هناك فجوة هيكلية بينهما. ويرى بوتين أن وجود القوة الغربية يهدد مصالح روسيا.
وأن روسيا لن تختفي، وأن الولايات المتحدة يجب أن تدرك أن العلاقة بينهما ستظل معقدة وتنافسية. ويرى البعض أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو إدراك أن روسيا والولايات المتحدة ستظلان دائمًا على علاقة معقدة وتنافسية.