تُعد القهوة من أكثر المشروبات شعبية واستهلاكًا عالميًا، بفضل محتواها من الكافيين الذي يمنحنا النشاط في كل صباح. لكن في بعض الأحيان، قد يتفاعل مشروبك المفضل مع بعض الأدوية، مما يقلل من فعاليتها أو يزيد من آثارها الجانبية. لذا، يُفضل تجنب تناول القهوة مباشرة مع أنواع معينة من الأدوية لضمان سلامتك وصحة جسمك.
أدوية يجب فصلها عن قهوتك اليومية
مسكنات الألم: تحتوي بعض مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول، على كافيين مضاف. تناول هذه المسكنات مع القهوة قد يُسرع من عملية امتصاصها عن طريق إفراغ المعدة وزيادة حموضتها، مما يحسن من سرعة مفعول الدواء. ولكن في المقابل، قد يزيد هذا الدمج من خطر الآثار الجانبية مثل تهيج المعدة أو النزيف، خاصة عند دمجها مع مصادر أخرى للكافيين. لذا، يُنصح بتوخي الحذر والتباعد الزمني بين تناول القهوة وهذه الأدوية.
أدوية القلب: قد يرفع الكافيين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مؤقتًا، ويستمر هذا التأثير عادة من 3 إلى 4 ساعات بعد تناوله. وبالتالي، إذا كنت تتناول أدوية ضغط الدم أو أدوية لتنظيم ضربات القلب غير المنتظمة، فقد تُعيق القهوة مفعول الدواء. هذا لا يعني أنه يجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب تجنب القهوة تمامًا، ولكن يجب عليهم مراقبة تأثيرها على أعراضهم، والنظر في الحد من تناولها أو استبدالها بقهوة منزوعة الكافيين عند الحاجة.
مضادات الاكتئاب: قد يكون التفاعل بين الكافيين وأدوية الصحة النفسية أكثر تعقيدًا. تُستعمل مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل سيرترالين وسيتالوبرام، على نطاق واسع لعلاج الاكتئاب والقلق وغيرها من الحالات النفسية. تُشير الدراسات المخبرية إلى أن الكافيين يمكن أن يرتبط بهذه الأدوية في المعدة، مما يقلل من امتصاصها وربما يحد من فعاليتها، مما يؤثر على مسار العلاج.
أدوية نزلات البرد والإنفلونزا: يُسرّع الكافيين الموجود في القهوة عمل الجهاز العصبي المركزي ويُعتبر من المنبهات. السودوإيفيدرين، وهو مزيل للاحتقان موجود في أدوية نزلات البرد والإنفلونزا، هو أيضًا منبه. عندما يتم تناولها معًا، يمكن أن يتضاعف تنبيه الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر، الصداع، والأرق، ويسرّع ضربات القلب. كذلك تحتوي غالبية أدوية نزلات البرد بالفعل على كافيين مضاف، مما يزيد من هذه المخاطر. تُشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن الجمع بين الكافيين والسودوإيفيدرين يمكن أن يرفع نسبة السكر في الدم ودرجة حرارة الجسم، وهو أمر مهم بشكل خاص لمرضى السكري.
لتجنب أي تفاعلات غير مرغوبة، يُفضل دائمًا استشارة طبيبك أو الصيدلي حول التفاعلات المحتملة بين الأدوية التي تتناولها ومشروباتك اليومية.