أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن تشكيل ائتلاف سياسي جديد يحمل اسم “ائتلاف الإعمار والتنمية”، لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
جاء الإعلان في بيان رسمي أكد فيه السوداني أن هذا الائتلاف يهدف إلى مواصلة مسيرة الإعمار، وتعزيز الاقتصاد الوطني، واستكمال مشاريع البنية التحتية في البلاد.
ائتلاف متعدد القوى
يضم الائتلاف الجديد مجموعة من الكيانات السياسية المتنوعة، من بينها تيار الفراتين وتحالف العقد الوطني وائتلاف الوطنية وتحالف إبداع كربلاء وتجمع بلاد سومر واجمع أجيال وتحالف حلول الوطني.
يعكس هذا التحالف توجهاً توحيدياً نحو برامج سياسية وتنموية، على عكس ما أعلنه الإطار التنسيقي الشيعي الذي يخطط لدخول الانتخابات بقوائم متعددة، تلتئم بعد الاقتراع لتشكيل كتلة برلمانية موحدة.
رسائل داخلية وخارجية
يأتي الإعلان عن الائتلاف الانتخابي الجديد بعد أيام من نجاح قمة بغداد العربية الرابعة والثلاثين، التي عُقدت في 17 مايو الجاري، وشهدت مشاركة لافتة وحضوراً دبلوماسياً عربياً رفيع المستوى، وقد اعتبر مراقبون هذا التوقيت بمثابة رسالة سياسية واضحة بأن العراق يسعى للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي والبناء الداخلي.
وأكد “السوداني” أن النجاحات السياسية والأمنية التي تحققت في العامين الماضيين، ومنها استضافة العراق للقمة العربية، هي أرضية صلبة ينطلق منها هذا الائتلاف، بهدف تعزيز الانفتاح الإقليمي واستقطاب الاستثمارات الخارجية.
في بيانه، شدد رئيس الوزراء على أن الائتلاف الجديد لا يسعى فقط إلى التنافس الانتخابي، بل إلى صياغة مشروع وطني تنموي طويل الأمد. وقال: “لقد وضعنا نصب أعيننا مصلحة العراق والعراقيين أولاً، واستهدفنا استدامة الإعمار وترسيخ الأمن والاستقرار والعلاقات الخارجية.”
وأشار إلى أن بناء هذا التحالف تم وفق معايير توازن بين التنمية المحلية والتوافق السياسي، في ظل تحديات إقليمية ودولية تتطلب وحدة الموقف العراقي.
استحقاق انتخابي مفصلي
وتُعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في نوفمبر 2025، الاستحقاق السادس منذ عام 2003، وتأتي في ظل تحولات إقليمية، وأزمة ثقة بين المواطن العراقي والمؤسسات، فضلاً عن تحديات اقتصادية وأمنية متراكمة.
ويُتوقع أن تشهد هذه الانتخابات منافسة شديدة بين القوى التقليدية والائتلافات الجديدة، على خلفية مطالب شعبية متصاعدة بالإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية.