كشف طبيب أورام شهير عن حقيقة مقلقة: تناول الأنظمة الغذائية الغنية بالملح بانتظام قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بـ سرطان المعدة القاتل. هذا التحذير يأتي ليُسلط الضوء على مزيج خطير بين العادات الغذائية السيئة وبكتيريا صامتة قد تُسبب عواقب وخيمة.
الملح الزائد وبكتيريا “هيليكوباكتر بيلوري”: مزيج مميت
أوضح الدكتور تيم تيوتان من مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان في نيويورك، في مقطع فيديو نُشر على إنستغرام وحصد أكثر من 88 ألف مشاهدة، أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح، مثل تلك التي تحتوي على أطعمة مصنعة كالإندومي، يمكن أن تُضعف بطانة المعدة وتُمهّد الطريق لبكتيريا “هيليكوباكتر بيلوري“. تُعد هذه البكتيريا واحدة من أبرز مسببات سرطان المعدة، وهي بكتيريا منتشرة بشكل واسع، إذ يحملها نحو 40% من الناس دون أعراض، لكنها قد تُسبب التهابات وقرحة في المعدة، وفي بعض الحالات تُؤدي إلى السرطان، خاصة مع وجود العوامل المساعدة مثل النظام الغذائي الغني بالملح.
ويُشير تيوتان إلى أن “الملح الزائد يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 55%، وقد يتضاعف الخطر عند وجود بكتيريا (هيليكوباكتر بيلوري)”. وشدد على أهمية تقليل استهلاك الملح إلى ما لا يزيد عن ملعقة صغيرة (6 غرامات) يوميًا.
أطعمة مالحة يجب الحذر منها
أشار الطبيب إلى مجموعة من الأطعمة الشائعة التي ينبغي تناولها باعتدال، نظرًا لاحتوائها على كميات عالية من الملح:
الإندومي والمعكرونة الفورية: تُعد من الأطعمة سريعة التحضير التي تحتوي على نسب عالية من الملح.
اللحوم المصنعة: مثل النقانق والهوت دوغ.
اللحوم المحفوظة واللحم المقدد: تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم كمادة حافظة.
الشوربة المعلبة والمأكولات المحفوظة: غالبًا ما تحتوي على مستويات عالية من الملح لتحسين المذاق والحفاظ عليها.
دراسات تُؤكد الخطر وتُحذر من ارتفاع الحالات
دعمت العديد من الدراسات هذه التحذيرات. إذ وجدت أبحاث نُشرت في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يضيفون الملح بانتظام إلى طعامهم معرضون لخطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة تصل إلى 41% أكثر من غيرهم. فيما خلصت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للسرطان إلى أن تناول الأطعمة المالحة بشكل متكرر قد يضاعف خطر الإصابة بسرطان المعدة.
ورغم تراجع الحالات بين كبار السن، فقد أشار العلماء إلى ارتفاع “مزعج” في حالات سرطان المعدة بين من هم دون سن الخمسين، بزيادة سنوية تبلغ 2%. والمقلق أن نصف هذه الحالات يتم تشخيصها في مراحل متقدمة، مما يجعل فرص النجاة ضعيفة جدًا، حيث لا تتجاوز نسبة البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات 4% في هذه الحالات.
ورغم أهمية الملح للجسم، حذر الخبراء من أن زيادة استهلاكه يتسبب أيضًا في أمراض مزمنة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، والسكتات الدماغية. وتوصي الهيئات الصحية مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بعدم تجاوز 6 غرامات من الملح يوميًا، إلا أن العديد من البالغين يستهلكون أكثر من ذلك بكثير.