اعتبر الرئيس الأميركي أن احتمال الدخول في مفاوضات مع طهران بات «جوهريًا»، في تطور لافت يأتي بالتوازي مع تحذير أطلقته الإدارة الأميركية بشأن القدرات النووية الإيرانية. فقد أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الخميس، أن إيران تمتلك القدرة الكاملة على تصنيع قنبلة نووية خلال فترة لا تتجاوز خمسة عشر يومًا، إذا ما أعطى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، الأمر بذلك.
وفي مؤتمر صحفي خصص للحديث عن التصعيد في الملف الإيراني، قالت ليفيت إن طهران أصبحت تملك كافة المكونات والخبرات اللازمة للوصول إلى سلاح نووي، موضحة أن ما يفصل إيران عن امتلاك هذا السلاح هو فقط “قرار سياسي من المرشد الأعلى”، مضيفة أن تنفيذ هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى إنجاز القنبلة خلال أسبوعين فقط.
وأضافت أن امتلاك إيران لسلاح نووي لا يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل وحدها، وإنما يشكل خطرًا مباشرا على الولايات المتحدة وحلفائها وعلى الأمن العالمي ككل.
هذا التصريح، الذي يأتي في وقت بالغ الحساسية، يسلط الضوء على التقديرات الأميركية المتشائمة حيال نوايا إيران النووية، رغم عدم وجود إشارات رسمية من طهران عن نيتها تجاوز العتبة النووية. كما أنه يعكس تحولا في لهجة الخطاب الأميركي، الذي بات يمزج بين التحذير من التصعيد والدعوة إلى إيجاد مخرج تفاوضي محتمل.
وتأتي هذه التصريحات في ظل أجواء إقليمية متوترة، وبعد سلسلة من التطورات الميدانية التي أعادت الملف النووي الإيراني إلى صدارة الأولويات الدولية. فبينما تؤكد الإدارة الأميركية استعدادها للتفاوض، يبدو أن تحذيراتها من قدرة إيران على التصعيد السريع تهدف إلى ممارسة ضغط سياسي، وربما تهيئة الأرضية لسيناريوهات بديلة في حال تعثرت المساعي الدبلوماسية مجددًا.
ورغم الغموض الذي يلف الموقف الإيراني الرسمي، فإن التصريحات الأميركية تعكس قلقًا استراتيجيًا متزايدًا من احتمال حدوث تحوّل نوعي في الموقف الإيراني، خاصة إذا ما قررت القيادة الإيرانية كسر الخطوط الحمراء المفترضة، سواء من باب تعزيز موقعها التفاوضي أو كرد فعل على العقوبات والضغوط الغربية المتزايدة.
وفي غياب مؤشرات واضحة على استئناف محادثات فيينا النووية، تبقى المنطقة معلقة على حافة تطورات قد تكون حاسمة، فيما يبدو أن واشنطن تسعى إلى الجمع بين التهديد والتطمين، في محاولة لصياغة معادلة جديدة تحمي مصالحها وتحول دون انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة.