أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، عن إجرائه مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تناولت التصعيد الأوكراني الأخير، والموقف من إيران، وسط إشارات متضاربة بشأن إمكانية تخفيف التوترات الدولية.
ترمب الذي نشر تفاصيل المكالمة عبر منصته “تروث سوشيال”، أشار إلى أن الحديث مع بوتين كان “جيدًا” لكنه استبعد أن يؤدي إلى “سلام فوري”، كاشفًا أن الرئيس الروسي عبّر عن امتعاضه الشديد من الهجمات الأوكرانية الأخيرة، والتي استهدفت قواعد جوية روسية ودمّرت قاذفات نووية بمليارات الدولارات.
وبحسب ترمب، فإن بوتين شدد على أن موسكو “ستضطر للرد” على هذه الهجمات، في ما يبدو تلميحًا إلى تصعيد عسكري وشيك في إطار الحرب الممتدة منذ أكثر من عامين. وقد جاءت المكالمة بعد ثلاثة أيام من الضربة الأوكرانية واسعة النطاق بطائرات مسيرة، والتي استهدفت قواعد ذات أهمية استراتيجية في عمق روسيا.
الملف الإيراني يعود إلى الواجهة
بعيدًا عن التصعيد الميداني، كشفت المكالمة عن تقاطع جديد في المواقف بين واشنطن وموسكو، تمثل في مناقشة الملف النووي الإيراني. فقد أكد ترمب أنه أبلغ بوتين أن “إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا”، مشيرًا إلى وجود اتفاق ضمني مع نظيره الروسي حول هذا الموقف.
وتحدث ترمب عن “استعداد بوتين للمشاركة في محادثات مع إيران” وربما المساهمة في تسريع التوصل إلى تسوية، وهو ما يفتح الباب أمام تنسيق محتمل، ولو محدود، في هذا الملف الشائك. إلا أن ترمب لم يخف قلقه من “تباطؤ طهران في اتخاذ قرار حاسم”، مشددًا على ضرورة صدور “إجابة نهائية من إيران قريبًا جدًا”.
رسائل متبادلة وغموض تكتيكي
اللافت في ما رشح من المحادثة هو تأكيد الكرملين، عبر مستشار بوتين يوري أوشاكوف، أن ترمب أبلغ موسكو بعدم وجود علم مسبق للهجوم الأوكراني، في خطوة قد تعكس رغبة أميركية في ضبط التصعيد أو النأي بنفسها عن قرارات ميدانية تتخذها كييف بشكل مستقل.
ويبدو أن الاتصال بين الطرفين لم يخرج عن كونه تبادلًا للمواقف والرسائل، وسط مناخ دولي مشحون ومحكوم بتوازنات دقيقة. فبينما أبدى الطرفان تقاربًا نسبيًا في ما يخص إيران، فإن الميدان الأوكراني ما زال يشكل خط تماس خطير، قد يتطور في أي لحظة نحو موجة جديدة من الردود العنيفة.
في ظل هذا المشهد، تبقى الأسئلة قائمة: هل يمهد الحوار بين ترمب وبوتين لصفقة كبرى على حساب أطراف ثالثة؟ أم أنه مجرد محاولة أميركية لاحتواء تصعيد روسي محتمل مع اقتراب موسم الانتخابات الأميركية؟